وَإِنْ كَانَتِ الصَّلاةُ
أَكْثَرَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، نَهَضَ بَعْدَ التَّشَهُّدِ الأَوَّلِ، كَنُهُوْضِهِ
مِنَ السُّجُوْدِ، ثُمَّ يُصَلِّيْ رَكْعَتَيْنِ لا يَقْرَأُ فِيْهِمَا بَعْدَ
الْفَاتِحَةِ شَيْئًا، فَإِذَا جَلَسَ لِلتَّشَهُّدِ الأَخِيْرِ، تَوَرَّكَ؛
فَنَصَبَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى وَفَرَشَ الْيُسْرَى، وَأَخْرَجَهَا عَنْ
يَمِيْنِهِ. وَلا يَتَوَرَّكُ إِلاَّ فِيْ صَلاةٍ فِيْهَا تَشَهُّدَانِ، فِي
الأَخِيْرِ مِنْهُمَا، فَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا، وَقَالَ: اللهُمَّ
أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ
وَالإِكْرَامِ ([1]).
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَإِنْ كَانَتِ الصَّلاةُ أَكْثَرَ مِنْ
رَكْعَتَيْنِ، نَهَضَ بَعْدَ التَّشَهُّدِ الأَوَّلِ»، هذا إذا كانت الصلاة
ثنائية، فإن كانت أكثر من ركعتين؛ ثلاثة مثل المغرب، أو رباعية مثل الظهر والعصر
والعشاء.
قوله رحمه الله: «نَهَضَ بَعْدَ التَّشَهُّدِ الأَوَّلِ،
كَنُهُوْضِهِ مِنَ السُّجُوْدِ»، نهض بعد التشهد الأول؛ كنهوضه من السجود، أول
ما يرتفع رأسه، ثم يداه، ثم ركبتاه، فيعتمد على ركبتيه عند القيام، إذا كان قويًّا،
أما إذا كان كبيرًا، أو ضعيفًا، أو مريضًا، فإنه لا بأس أن يقوم على يديه، يعتمد
عليهما في ضعفه.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يُصَلِّيْ رَكْعَتَيْنِ لا يَقْرَأُ فِيْهِمَا بَعْدَ الْفَاتِحَةِ شَيْئًا»، إذا كانت رباعية يصلي ركعتين، وإن كانت ثلاثية يصلي واحدة، والواجب أن يقرأ فيها الفاتحة فقط، ولا يزيد عليها؛ مثلما هو في الركعتين الأوليين، يقتصر على الفاتحة.