×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

قوله رحمه الله: «فَإِذَا جَلَسَ لِلتَّشَهُّدِ الأَخِيْرِ»، إذا أكمل صلاته، وجلس للتشهد الأخير، سُمي الأخير؛ فرقًا بينه وبين التشهد الأول.

قوله رحمه الله: «تَوَرَّكَ؛ فَنَصَبَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى وَفَرَشَ الْيُسْرَى، وَأَخْرَجَهَا عَنْ يَمِيْنِهِ»، التشهد الأخير يجلس متوركًا، التورك معناه: أن يفرش اليسرى، وينصب اليمنى، ويخرجهما من تحته، ويقعد على الأرض، يجعل مقعدته على الأرض، هذا التورك.

قوله رحمه الله: «وَلا يَتَوَرَّكُ إِلاَّ فِيْ صَلاةٍ فِيْهَا تَشَهُّدَانِ، فِي الأَخِيْرِ مِنْهُمَا»، إذا كانت الصلاة فيها تشهدان، فالتشهد الأول يكون مفترشًا، والتشهد الأخير يكون متوركًا، وأما الصلاة التي ليس فيها إلا تشهد واحد؛ مثل الفجر، مثل: صلاة الليل، فإنه يجلس مفترشًا، ولا يتورك.

قوله رحمه الله: «فَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا»، فإذا سلم، فإنه يستغفر الله ثلاثًا؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، ثم يقول: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ»، ثم يأتي بالأذكار الواردة في دبر الصلاة.

قوله رحمه الله: «فَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا»، كيف يستغفر؟ الاستغفار من ذنب، ما المناسبة في الإتيان بالاستغفار مع أنه فرغ من العبادة ومن الصلاة؟ قالوا: إنه لا بد أن يكون نقص في الصلاة، ما يكملها، يكون فيها نقص، يجبره بالاستغفار، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر بعد الفريضة، لا يزكي نفسه صلى الله عليه وسلم، فالمسلم لا يزكي نفسه، ولا يقول: أنا أكملت العبادة، أو أتممت العبادة.


الشرح