×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 وَالثَّانِيْ: صَلاةُ الْكُسُوْفِ، فَإِذَا كُسِفَتِ الشَّمْسُ، أو الْقَمَرُ، فَزِعَ النَّاسُ إِلَى الصَّلاةِ. إِنْ أَحَبُّوْا جَمَاعَةً، وَإِنْ أَحَبُّوْا فُرَادَى، فَيُكَبِّرُ، وَيَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ وَسُوْرَةً طَوِيْلَةً، ثُمَّ يَرْكَعْ رُكُوْعَا طَوِيْلاً، ثُمَّ يَرْفَعُ وَيَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ وَسُوْرَةً طَوِيْلَةً دُوْنَ الَّتِيْ قَبْلَهَا، ثُمَّ يَرْكَعُ فَيُطِيْلُ دُوْنَ الَّذِيْ قَبْلَهُ، ثُمَّ يَرْفَعُ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ طَوِيْلَتَيْنِ، ثُمَّ يَقُوْمُ فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذلِكَ، فَيَكُوْنُ أَرْبَعَ رُكُوْعَاتٍ وَأَرْبَعَ سُجُوْدَاتٍ ([1]).

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «وَالثَّانِي: صَلاةُ الْكُسُوْفِ»، الثاني من النوافل التي تشرع لها صلاة الجماعة: صلاة الكسوف؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس، خرج فزعًا يجر رداءه صلى الله عليه وسلم؛ يخشى أن تكون الساعة حضرت، فصلى بأصحابه صلاة الكسوف في المسجد ([2])، فدل على أن صلاة الكسوف في المسجد وجماعة أفضل.

قوله رحمه الله: «فَإِذَا كُسِفَتِ الشَّمْسُ، أو الْقَمَرُ»، كسفت الشمس، والكسوف: هو ذهاب ضوء الشمس، أو ذهاب ضوء القمر، والكسوف يدرك بالحساب، أهل الحساب يعرفون؛ لأنه له سببًا، سبب كسوف الشمس: أن القمر يأتي تحتها، فيحجبها عن الأرض، يأتي تحتها؛ توافق اقتران يسمونه، هذا اقتران، وكسوف القمر: إذا الشمس والقمر تقابلا، وصارت الأرض بينهما، فحجبت ضوء الشمس عن القمر، فانكسف؛ لأن ضوء القمر مستفاد من ضوء الشمس، فإذا غطت الأرض على ضوء الشمس، انكسف القمر، وهذا يحصل يوم خمسة عشر،


الشرح

([1]أخرجه: البخاري رقم (1044)، ومسلم رقم (901).

([2]أخرجه: البخاري رقم (1040).