فَجَعَلَ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، فَكَانَ
رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، ثُمَّ قَامَ طَوِيلاً قَرِيبًا
مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ
رَبِّيَ الأَْعْلَى»، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. قَالَ:
وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ» ([1])، هذه صلاة الرسول صلى
الله عليه وسلم، الذي يريد أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في هذا، فهو طيب،
هذا إذا كان منفردًا، أما إذا كان إمامًا يصلي بالناس بالجماعة، لا، بل يراعي
أحوال المأمومين، يخفف الصلاة تخفيفًا لا يخل بها، ويكثر من الركعات، بدل ما كان
الرسول يصليها إحدى عشرة، صلوها ثلاثًا وعشرين؛ لأنهم خففوا صفة الصلاة؛ رفقًا
بالناس، وزادوا في عدد الركعات، هكذا التعادل والجمع بين الأدلة.
قوله رحمه الله: «بَعْدَ الْعِشَاءِ»؛ يعني: محل صلاة
التراويح بعد العشاء في أول الليل، بعدما يصلي العشاء، ويأتي براتبة العشاء، فإنه
يصلي التراويح.
قوله رحمه الله: «فِيْ رَمَضَانَ»، بعد العشاء خاصة برمضان، ليس هناك تراويح في غير رمضان.