×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

الثَّالِثُ: صَلاةُ الاِسْتِسْقَاءِ، إِذَا أَجْدَبَتِ الأَرْضُ، وَاحْتَبَسَ الْقَطْرُ، خَرَجُوْا مَعَ الإِمَامِ مُتَخَشِّعِيْنَ، مُتَبَذِّلِيْنَ، مُتَذَلِّلِيْنَ، مُتَضَرِّعِيْنَ، فَيُصَلِّيْ بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، كَصَلاةِ العَيْدِ ([1])، ثُمَّ يَخْطُبُ بِهِمْ خُطْبَةً وَاحِدَةً، وَيُكْثِرُ فِيْهَا مِنَ الاِسْتِغْفَارِ وَتِلاوَةِ الآيَاتِ الَّتِيْ فِيْهَا الأَمْرُ بِهِ، وَيُحَوِّلُ النَّاسُ أَرْدِيَتَهُمْ، وَإِنْ خَرَجَ مَعَهُمْ أَهْلُ الذِّمَّةِ لَمْ يُمْنَعُوْا وَأُمِرُوْا أَنْ يَنْفَرِدُوْا عَنِ الْمُسْلِمِيْنَ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «الثَّالِثُ: صَلاةُ الاِسْتِسْقَاءِ»، صلاة الاستسقاء: إذا أجدبت الأرض، وانحبس المطر، فإن السُّنة أن يخرجوا إلى الصحراء، وأن يصلوا جماعة ركعتين، ثم يخطب الإمام بعد صلاة الاستسقاء خطبة يكثر فيها من الدعاء، والاستغفار، والتضرع إلى الله عز وجل، هذه صلاة الاستسقاء.

قوله رحمه الله: «إِذَا أَجْدَبَتِ الأَرْضُ، وَاحْتَبَسَ الْقَطْرُ، خَرَجُوْا مَعَ الإِمَامِ مُتَخَشِّعِيْنَ»، خرجوا يعني: من البلد، وصلواها في الصحراء، هذا السنة، وإن كان يشق عليهم الخروج، والبر بعيد، ولا عندهم صحراء قريبة، يصلونها في الجوامع، لا بأس.

قوله رحمه الله: «مُتَبَذِّلِيْنَ، مُتَذَلِّلِيْنَ، مُتَضَرِّعِيْنَ»، متبذلين يعني: ما يلبسون ثياب زينة، ولا يتجملون، بل يأتون بثياب عادية؛ لأنهم ضعفاء وفقراء، يظهرون الفقر، خرجوا يظهرون الفقر إلى رحمة الله ودعائه، فيخرجون متواضعين بثيابهم العادية، ما يتجملون لها؛ مثل: الجمعة، مثل العيد، لا.


الشرح

([1]أخرجه: ابو داود رقم (1165)، والترمذي رقم (558)، والنسائي رقم (1508)، وابن ماجه رقم (1266).