الضَّرْبُ الثَّالِثُ:
التَّطَوُّعُ الْمُطْلَقُ، وَتَطَوُّعُ اللَّيْلِ أَفْضَلُ مِنْ تَطَوُّعِ
النَّهَارِ، وَالنِّصْفُ الأَخِيْرُ أَفْضَلُ مِنَ الأَوَّلِ، وَصَلاةُ اللَّيْلِ
مَثْنَى مَثْنَى ([1])، وَصَلاةُ
الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاةِ الْقَائِمِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «الضَّرْبُ الثَّالِثُ: التَّطَوُّعُ
الْمُطْلَقُ»، الثالث: التطوع المطلق، الذي لا يتقيد بوقت، ولا بعدد، ولا
بليل، ولا بنهار، ولكن التطوع في الليل أفضل، أفضل التطوع صلاة الليل، كان صلى
الله عليه وسلم يحث على التهجد في الليل.
قوله رحمه الله: «وَتَطَوُّعُ اللَّيْلِ أَفْضَلُ مِنْ
تَطَوُّعِ النَّهَارِ»؛ مطلق يعني: في الليل والنهار، وأيضًا مطلق يعني: لا
يتحدد بحد، فيتطوع في الليل، وفي النهار، ولكن التطوع في الليل أفضل.
قوله رحمه الله: «وَالنِّصْفُ الأَخِيْرُ أَفْضَلُ مِنَ
الأَوَّلِ»، يوتر من الليل، المهم يوتر من الليل بعد صلاة العشاء إلى الفجر،
كله وقت الوتر، في أيها أوتر، حصل المشروع، ولكن كونه يؤخره إلى النصف الأخير من
الليل أفضل، سواء صلاه في أول النصف الأخير، أو أخره إلى ثلث الليل الآخر، وصلاه
قبل طلوع الفجر، هذا أفضل؛ لأن النصف الأخير هو جوف الليل.
قوله رحمه الله: «وَصَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى»، كيف يصلي التطوع في الليل؟ يصلي مثنى مثنى؛ يسلم من كل ركعتين، هذه صلاة الليل مثنى مثنى، وأما صلاة النهار، فيجوز أن يصلي أربعًا بسلام واحد.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (472)، ومسلم رقم (749).