وَعَلَيْهِ قَضَاءُ مَا
فَاتَهُ مِنَ الصَّلَوَاتِ فِيْ إِغْمَائِهِ، وَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ فِعْلُ كُلِّ
صَلاةٍ فِيْ وَقْتِهَا؛ فَلَهُ الْجَمْعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَبَيْنَ
الْعِشَاءَيْنِ فِيْ وَقْتِ إِحْدَاهُمَا. فَإِنْ جَمَعَ فِيْ وَقْتِ الأُوْلَى،
اشْتُرِطَ نِيَّةُ الْجَمْعِ عِنْدَ فِعْلِهَا، وَاسْتِمْرَارُ الْعُذْرِ حَتَّى
يَشْرَعَ فِيْ الثَّانِيَةِ مِنْهُمَا، وَأَنْ لا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا، إِلاَّ
بِقَدْرِ الْوُضُوْءِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَعَلَيْهِ قَضَاءُ مَا فَاتَهُ مِنَ
الصَّلَوَاتِ فِيْ إِغْمَائِهِ»، وعليه قضاء إذا كان المريض يغمى عليه، فإنه
مثل النائم، إذا زال عنه الإغماء، يقضي ما مر عليه من الصلوات، وهو مغمًى عليه؛
كالنائم إذا مر عليه الصلوات وهو نائم، يصليها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلاَةً، فليصلها إذا ذكرها،ولا
كفارة لها إلا ذلك»، ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ
لِذِكۡرِيٓ﴾ [طه: 14] ([1])، وهذا شيء يفرط فيه
كثير من المرضى اليوم في المستشفيات، فبعضهم لا يصلي ما دام أنه على السرير،
ويقول: إذا خرجت من المستشفى أصلي ما مر علي. وهذا خطأ، بل يصلي على حسب حاله، وهو
على سريره؛ كما في هذه الأحاديث، ولا يترك الصلاة، بل يصلي على حسب حاله.
إذا كان الإغماء يسيرًا - يعني: ثلاثة أيام، فأقل - يقضي، أما إذا كان الإغماء طويلاً - كالذي يغمى عليه سنة أو أشهرًا - فهذا ليس عليه قضاء؛ مثل: حوادث السيارات، أو الجلطات - لا حول ولا قوة إلا بالله! - الإغماء الذي يطول، هذا لا يقضي، لكن إذا زال عنه الإغماء، يبدأ الصلاة المستقبلة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (597)، ومسلم رقم (684).