×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 وَيُسْتَحَبُّ التَّكْبِيْرُ فِيْ لَيْلَتَيِ الْعِيْدَيْنِ، وَيُكَبِّرُ فِيْ الأَضْحَى عَقِيْبَ الْفَرَائِضِ فِيْ الْجَمَاعَةِ، مِنْ صَلاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ ([1])، إِلاَّ الْمُحْرِمَ فَإِنَّهُ يُكَبِّرُ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ، وَصِفَةُ التَّكْبِيْرِ شَفْعًا: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ التَّكْبِيْرُ فِيْ لَيْلَتَيِ الْعِيْدَيْنِ»؛ ما يُستحب في ليلتي العيدين: التكبير؛ لقوله جل وعلا: ﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ [البقرة: 185]، فيكبر من حين يثبت هلال العيد يكبر، إلى أن يخرج لصلاة العيد؛ ليحضر الإمام، فينتهي تكبير عيد الفطر، فالتكبير يبدأ من ثبوت الهلال إلى خروج الإمام لصلاة العيد، وهو يكبر بين كل فترة وأخرى، يرفع صوته بالتكبير في الطرقات، وفي المسجد، وفي البيت، يُعلن هذا ﴿وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ «البقرة185»، وأما في عيد الأضحى فإنه يكبر من دخول العشر تكبيرًا مطلقًا، التكبير المطلق من دخول العشر، عشر ذي الحجة، وأما المقيد، فهو بعد الفرائض، بعد الصلاة في جماعة، بعد صلاة الفريضة في جماعة، وهو في حق غير الحاج يبدأ من فجر يوم عرفة، وينتهي بآخر أيام التشريق بعد الفرائض، إذا صلاها في جماعة، وبالنسبة للحاج يبدأ في حقه في ظهر يوم العيد؛ لأنه قبل ذلك مشغول بالتلبية، فإذا تحلل من إحرامه، وصلى فصلاة الظهر مع الجماعة، يبدأ التكبير المقيد في حقه وآخر، آخر أيام التشريق.


الشرح

([1]كما في الحديث الذي أخرجه: ابن أبي شيبة في مصنفه رقم (5631).