وَأَحَقُّ النَّاسِ
بِغَسْلِهِ وَالصَّلاةِ عَلَيْهِ وَدَفْنِهِ، وَصِيُّهُ فِيْ ذلِكَ ([1])، ثُمَّ الأَبُ،
ثُمَّ الْجَدُّ، ثُمَّ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ، مِنَ الْعَصَبَاتِ، وَأَوْلَى
النَّاسِ بِغَسْلِ الْمَرْأَةِ: الأُمُّ، ثُمَّ الْجَدَّةُ، ثُمَّ الأَقْرَبُ
فَالأَقْرَبُ مِنْ نِسَائِهَا، إِلاَّ أَنَّ الأَمِيْرَ يُقَدَّمُ فِي الصَّلاةِ
عَلَى الأَبِ وَمَنْ بَعْدَهُ.
**********
الشرح
وقوله رحمه الله:
«وَأَحَقُّ النَّاسِ بِغَسْلِهِ
وَالصَّلاةِ عَلَيْهِ وَدَفْنِهِ»، تغسيل الميت، انتهى من التكفين، انتقل إلى
الأولى بتغسيل الميت، والتغسيل قبل التكفين، يغسل بعد الوفاة؛ كما غُسل النبي صلى
الله عليه وسلم، وهذا التغسيل ليس لإزالة حدث، وإنما هو تعبدي؛ يعني: لا نعرف علته،
لا نعرف الحكمة فيه، ولكننا نقوم به لوروده في الأدلة، تغسيل الميت واجب.
قوله رحمه الله: «وَأَحَقُّ النَّاسِ بِغَسْلِهِ وَالصَّلاةِ
عَلَيْهِ وَدَفْنِهِ وَصِيُّهُ فِيْ ذلِكَ»، من الذي يتولى تغسيل الميت،
وتكفينه، والصلاة عليه؟ يتولاه وصيه، إذا كان أوصى شخصًا معينًا أن يقوم بهذه
الأمور، فإنه يُقدَّم؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم أوصوا من يتولى هذه الأمور، وهذا
حق للميت، فإذا أوصى به شخصًا معينًا، فهو أولى من غيره.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ الأَبُ»، ثم إذا لم يكن له وصي،
فأولى الناس للقيام بهذه الأمور أبوه؛ لأنه أقرب الناس إليه.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ الْجَدُّ»، ثم من بعد الأب: الجد للأب، جده لأبيه؛ لأنه أب في الحقيقة، لكن يقدم الأب المباشر، ثم من بعده الأب الأعلى.
([1]) كما في الحديث الذي أخرجه: ابن أبي شيبة رقم (10969).