×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

وَمَنْ فَاتَتْهُ الصَّلاةُ عَلَيْهِ، صَلَّى عَلَى الْقَبْرِ إِلَى شَهْرٍ. وَإِنْ كَانَ الْمَيِّتُ غَائِبًا عَنِ الْبَلَدِ، صُلِّيَ عَلَيْهِ بِالنِّيَّةِ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «وَمَنْ فَاتَتْهُ الصَّلاةُ عَلَيْهِ، صَلَّى عَلَى الْقَبْرِ»، من فاتته الصلاة عليه قبل أن يُدفن، يصلي عليه، ولو في المقبرة، يصلون عليه، وأما إذا دفن، يصلي عليه على القبر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على القبر، لما ماتت أم سعد بن عبادة رضي الله عنهما وهو غائب، لما قد، صلى على قبرها ([1])، ولما دُفنت امرأة بالليل، ولم يعلم بها الرسول صلى الله عليه وسلم، ذهب وصلى على قبرها.

قوله رحمه الله: «إِلَى شَهْرٍ»؛ يعني: إلى مدة شهر؛ لأنه بعد الشهر يتحلل، وهذا أكثر ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

قوله رحمه الله: «وَإِنْ كَانَ الْمَيِّتُ غَائِبًا عَنِ الْبَلَدِ، صُلِّيَ عَلَيْهِ بِالنِّيَّةِ»، إذا كان الميت غائبًا عن البلد، صلى عليه بالنية؛ يعني: صلاة الغائب، وصلاة الغائب محل خلاف بين العلماء، هل يصلي على كل غائب، أو يصلي على من له شأن في الإسلام، أو لا يصلي على الغائب؟ ثلاثة أقوال، الراجح والله أعلم: أنه يصلي عليه، إذا كان له شأن في الإسلام؛ كالعلماء وولاة أمور المسلمين، ومن له شأن في الإسلام، أما العادي هذا فتكفي الصلاة عليه في بلده، ولا بد أن يصلى عليه، لكن يكفي الصلاة عليه في بلده، أما الذي له شأن في الإسلام، فهذا زيادة في فضيلته ونفعه.


الشرح

([1]كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (1321).