وَيُسْتَحَبُّ تَعْزِيَةُ
أَهْلِ الْمَيِّتِ ([1]). وَالْبُكَاءُ غَيْرُ
مَكْرُوْهٍ، إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ نَدْبٌ وَلا نِيَاحَةٌ ([2]).
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ تَعْزِيَةُ أَهْلِ الْمَيِّتِ»، يُستحب بعد دفن الميت التعزية؛ أن يقول: «أحسن الله عزاءكم، وجبر الله مصيبتكم، وغفر لميتكم». هذه هي التعزية، وهي سنة؛ لأن فيها دعاء للميت، ودعاء للأحياء، وتطييبًا لخواطرهم؛ تسلية لهم، هذه هي التعزية، ليست التعزية أن يقام تأبين وحفلات، ويُستأجر مقرئون، ويُنصب خيام؛ كما يفعله المبتدعة، وتذبح ذبائح وولائم، هذا كله من المبالغة وإثقال الناس بما يشق عليهم، ولا تُعطل الأعمال من أجل التعزية، ويجلس في البيت ثلاثة أيام، ويُعلن عن مكان العزاء، هذا كله ليس بالأصل، بل تدعو له بالتعزية، سواء لقيته، أو بالهاتف، أو تكتب له رسالة، وما أشبه ذلك، ولا تكاليف ولا شيء، ولا تعطيل أعمال، ما يحتاج إلى هذا، لكن السنة أنه يُصنع لأهل الميت طعام بقدر حاجتهم؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة، لما استشهد جعفر رضي الله عنه في غزوة مؤتة، لما جاء نعي جعفر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اصْنَعُوا لأَِهْلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ» ([3])؛ من مصيبة، فصنع الطعام لهم بقدر حاجتهم؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة؛ يعني: ما يطبخون لأنفسهم، هذا من التعاون،