دين الإسلام دين المواساة والعدل، تؤخذ من أغنيائهم، تُرد على فقرائهم،
وفيه أن زكاة البلد تُصرف في فقرائه، ولا تُنقل زكاة أهل البلد، تصرف في فقراء
البلد، ولا تنقل.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ،
فَتُوضَعُ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ
وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ
بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ عز وجل حِجَابٌ»، الزكاة تؤخذ من متوسط المال، ما
تؤخذ من أنفس المال، فيكون هذا فيه إجحاف في حق المزكي، ولا تؤخذ من رديء المال،
فيكون في هذا إجحاف للفقراء، يؤخذ الوسط من المال، هذا هو العدل في الإسلام.
والزكاة تسمى زكاة؛
لأن الزكاة لها عدة معانٍ، منها: الطهارة: ﴿خُذۡ مِنۡ
أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة: 103]،
تطهرهم من البخل والشح، تطهر المال أيضًا، وتنزل فيه البركة.
وكذلك من معاني الزكاة: النماء؛ فالزكاة تنمي المال، ومنع الزكاة يتلف المال، يسبب الكوارث، فهي نماء، وطهرة للمال، وطهرة للمزكي؛ فهي خير لهما، وهذا هو التضامن الصحيح، التضامن سبق إليه الإسلام شرعًا، هذا هو التضامن الصحيح العادل، والزكاة هي قرينة الصلاة؛ من جحد وجوبها فهو كافر، ومن أقر بوجوبها ومنعها بخلاً فإنها تؤخذ منه، ولا يُترك، فإن كان له شوكة وقوة، ومعه ناس يساعدونه ويمنعونه، ولا يمكن أخذها منه، فإنه يُقاتل، حتى يخضع للإسلام، ويدفع الزكاة؛ كما قاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1400)، ومسلم رقم (20).