×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

قوله رحمه الله: «وَالرَّابِعُ: الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوْبُهُمْ،وَهُمُ: السَّادَةُ الْمُطَاعُوْنَ فِيْ عَشَائِرِهِمْ، الَّذِيْنَ يُرْجَى بِعَطِيَّتِهِمْ إِسْلامُهُمْ، أو دَفْعُ شَرِّهِمْ، أو قُوَّةُ إِيْمَانِهِمْ، أو دَفْعُهُمْ عَنِ الْمُسْلِمِيْنَ، أو مَعُوْنَتُهُمْ عَلَى أَخْذِ الزَّكَاةِ مِمَّنْ يَمْتَنِعُ مِنْ دَفْعِهَا»، الذين يعطون لأجل تقوية الإيمان؛ إما مؤمن ضعيف الإيمان، فيعطى ما يقوي إيمانه؛ تأليفًا له، وإما كافر يرجى إسلامه، فيعطى تأليفًا له؛ ليسلم، أو كافر لا يرجى إسلامه، لكن يخشى من شره على المسلمين، فيعطى من الزكاة ما يكف شره، هؤلاء هم المؤلفة قلوبهم.

قوله رحمه الله: «وَهُمُ: السَّادَةُ الْمُطَاعُوْنَ فِيْ عَشَائِرِهِمْ»، إذا كان كافر، ولكن يتبعه ناس، ويطيعونه، ويرجى بإعطائه إسلامهم، يعطى، ولو كان كافرًا.

قوله رحمه الله: «الَّذِيْنَ يُرْجَى بِعَطِيَّتِهِمْ إِسْلامُهُمْ»، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي مثل هؤلاء؛ تأليفًا لهم على الإسلام.

قوله رحمه الله: «أَوْ دَفْعُ شَرِّهِمْ»، فإذا لم يُرجَ إسلامهم، فيعطون لدفع شرهم عن المسلمين.

قوله رحمه الله: «أَوْ قُوَّةُ إِيْمَانِهِمْ»، أو إنسان مؤمن، مسلم، لكنه ضعيف الإيمان أو الإسلام، فيعطى ما يقوي إيمانه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين أعطى المؤلفة قلوبهم من الغنائم، وأكثر لبعضهم، ولم يعطِ أقوياء الإيمان، لم يعط الأنصار؛ لقوة إيمانهم، فأعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم.

قوله رحمه الله: «أَوْ دَفْعُهُمْ عَنِ الْمُسْلِمِيْنَ»، دفع شرهم عن المسلمين.

قوله رحمه الله: «أَوْ مَعُوْنَتُهُمْ عَلَى أَخْذِ الزَّكَاةِ مِمَّنْ يَمْتَنِعُ مِنْ دَفْعِهَا»، أو كفار يتبعهم مسلمون، ولا يقدر على أخذها من المسلمين الذين تبعهم، فيعطون من أجل أن يأخذوها منهم، ويدفعوها للمسلمين، توصيلها، هذا من باب التوصل للزكاة.


الشرح