الثَّامِنُ: ابْنُ
السَّبِيْلِ، وَهُوَ: الْمُسَافِرُ الْمُنْقَطِعُ بِهِ، وَإِنْ كَانَ ذَا يَسَارٍ
فِيْ بَلَدِهِ.
فَهَؤُلاءِ أَهْلُ
الزَّكَاةِ، لا يَجُوْزُ دَفْعُهَا إِلَى غَيْرِهِمْ، وَيَجُوْزُ دَفْعُهَا إِلَى
وَاحِدٍ مِنْهُمْ؛ لأَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بَنِيْ زُرَيْقٍ
بِدَفْعِ صَدَقَتِهِمْ إِلَى سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ وَقَالَ لِقَبِيْصَةَ: أَقِمْ
يَا قَبِيْصَةُ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ، فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا،
وَيُدْفَعُ إِلَى الْفَقِيْرِ، وَالْمِسْكِيْنِ مَا تَتِمُّ بِهِ كِفَايَتُهُ،
وَإِلَى الْعَامِلِ قَدْرُ عُمَالَتِهِ، وَإِلَى الْمُؤَلَّفِ مَا يَحْصُلُ بِهِ
تَأْلِيْفُهُ، وَإِلَى الْمُكَاتَبِ وَالْغَارِمِ مَا يَقْضِيْ بِهِ دَيْنَهُ،
وَإِلَى الْغَازِيْ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِغَزْوِهِ، وَإِلَى ابْنِ سَبِيْلٍ
مَا يُوْصِلُهُ إِلَى بَلَدِهِ، وَلا يُزَادُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى ذلِكَ.
وَخَمْسَةٌ
مِنْهُمْ لا يَأْخُذُوْنَ إِلاَّ مَعَ الْحَاجَةِ، وَهُمُ: الْفَقِيْرُ،
وَالْمِسْكِيْنُ، وَالْمُكَاتَبُ، وَالْغَارِمِ لِنَفْسِهِ، وَابنُ سَبِيْلٍ.
وَأَرْبَعَةٌ يَجُوْزُ الدَّفْعُ إِلَيْهِمْ مَعَ الْغِنَى، وَهُمُ: الْعَامِلُ،
وَالْمُؤَلَّفُ، وَالْغَازِيْ، وَالْغَارِمُ لإِصْلاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «الثَّامِنُ: ابْنُ السَّبِيْلِ»، وهو المسافر المنقطع، الذي نفدت نفقته، أو سرقت، أو ضاعت، وصار ما معه شيء يمضي في سفره، فيعطى ما يبلغه، هذا ابن السبيل، المسافر المنقطع به، إذا انقطع في سفره، يعطى من الزكاة ما يبلغه، وإن كان في بلده غنيًّا له مال في بلده، لكن ماله غائب، ولا يتمكن منه.