×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 الرَّابِعُ: الْعَاجِزُ عَنِ الصَّوْمِ، لِكِبَرٍ، أو مَرَضٍ لا يُرْجَى بُرْؤُهُ،فَإِنَّهُ يُطْعَمُ عَنْهُ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِيْنٌ.

وَعَلَى سَائِرِ مَنْ أَفْطَرَ الْقَضَاءُ لا غَيْرُ إِلاَّ مَنْ أَفْطَرَ بِجِمَاعٍ فِي الْفَرْجِ، فَإِنَّهُ يَقْضِيْ، وَيُعْتِقُ رَقَبَةً، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَإِطْعَامُ سِتِّيْنَ مِسْكِيْنًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، سَقَطَتْ عَنْهُ.

فَإِنْ جَامَعَ وَلَمْ يُكَفِّرْ حَتَّى جَامَعَ ثَانِيَةً، فَكَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ. وَإِنْ كَفَّرَ، ثُمَّ جَامَعَ، فَكَفَّارَةٌ ثَانِيَةٌ. وَكُلُّ مَنْ لَزِمَهُ الإِمْسَاكُ فِيْ رَمَضَانَ، فَجَامَعَ، فَعَلَيْهِ كَفَّارَةٌ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «الرَّابِعُ: الْعَاجِزُ عَنِ الصَّوْمِ، لِكِبَرٍ، أو مَرَضٍ لا يُرْجَى بُرْؤُهُ»، الرابع من أصحاب الأعذار في الفطر: المريض، وهو نوعان:

النوع الأول: المريض الذي لا يرجى برؤه، وهو ما يسمى بالمرض المزمن.

النوع الثاني: الكبير الهرم، وهذا يفطران، وليس عليهما قضاء، إنما عليهما الإطعام فقط؛ لقوله تعالى: ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ [البقرة: 184]، يطيقونه يعني: يشق عليهم، ولا يقدرون عليه بسبب الكبر، أو بسبب المرض المزمن، عليهما الإطعام؛ لقراءة: «وَعَلَى الذِينَ يُطَوَّقُونَهُ» ([1])؛ يعني: يشق عليهم.


الشرح

([1]كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (4505).