قوله رحمه الله: «أَوْ فَكَّرَ فَأَنْزَلَ»، ذلك من المفطرات، إذا فكر في المرأة
ومحاسنها، فأنزل، فإنه يبطل صومه؛ لأنه تسبب في ذلك بالتفكير، فإذا عرض له شيء من
التفكير، يبادر بقطعه، ولا يسترسل مع التفكير فيما يثير الشهوة، اليوم - ولا حول
ولا قوة إلا بالله - وجدت هذه الشاشات، وهذا الإنترنت والتويتر، يرون فيه النساء،
حتى يرون النساء عاريات، يرون مناظر قبيحة تثير الشهوة، فعلى الصائم أن يتجنب ذلك،
لا يجوز أن ينظر فيها وهو مفطر، يأثم بذلك، لكن إذا نظر إليها وهو صائم، وأحدثت
عنده إنزال المني، فإنه مع إثمه ومعصيته يبطل صيامه، فيجب التحرج من هذه الأمور.
أما إذا تعمد في
شيء، يقول: طار إلى حلقي غبار، أو ذباب، أو دخان، هو إذا لم يتعمد هذا، فلا شيء
عليه، وتأتي مسألة شرب الدخان يبطل الصيام؛ لأنه يذهب إلى الدماء، ويذهب إلى
الجوف، وينشط الإنسان، ثم بعد ذلك يفتره، فهذا يبطل صيامه، إنما الكلام على الدخان
العارض الذي في الجو، أو توقد نارًا، أو تطبخ، طار إلى حلقك دخان، لا يضر هذا، أما
إذا قصدت هذا؛ مثل: الذي يشرب الدخان - مبتلى - أو الذي يتبخر بالبخور، ويستنشق
البخور، هذا يبطل صيامه، أما البخور الذي تأتيك رائحته، وأنت لم تقصده، فلا شيء
فيه، مثلاً أنت جالس في غرفة، ووضعوا بخورًا، وأنت لم تقصده، فلا يؤثر عليك، ولو
وجدت رائحته.
قوله رحمه الله: «أَوْ قَطَّرَ فِيْ إِحْلِيْلِهِ»، هذا يوافق ما في «الزاد»، إذا قطر في إحليله، ولو كان متعمدًا، لا يبطل صومه؛ لأنه لا يذهب إلى الجوف.