وَيُسْتَحَبُّ
لِلْمُعْتَكِفِ الاِشْتِغَالُ بِالقُرَبِ، وَاجْتِنَابُ مَا لا يَعْنِيْهِ مِنْ
قَوْلٍ وَفِعْلٍ، وَلا يَبْطُلُ الاِعْتِكافُ بِشَيْءٍ مِنْ ذلِكَ، وَلا يَخْرُجُ
مِنَ الْمَسْجِدِ، إِلاَّ لِمَا لابُدَّ لَهُ مِنْهُ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ،
وَلا يُبَاشِرُ امْرَأَةً، وَإِنْ سَأَلَ عَنِ الْمَرِيْضِ أو غَيْرِهِ فِيْ
طَرِيْقِهِ، وَلَمْ يُعَرِّجْ إِلَيْهِ، جَازَ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُعْتَكِفِ الاِشْتِغَالُ
بِالقُرَبِ»، يستحب للمعتكف الاشتغال بالطاعة؛ لأنه يفرغ نفسه لها، فيستغل
الاعتكاف، لا ينشغل بغيرها.
قوله رحمه الله: «الاِشْتِغَالُ بِالقُرَبِ»، بالقرب جمع
قربى، مثل الصلاة، يعني: الأعمال النافعة يكثر منها؛ تلاوة القرآن، ذكر الله عز
وجل بالتسبيح والتهليل والتكبير.
قوله رحمه الله: «وَاجْتِنَابُ مَا لا يَعْنِيْهِ مِنْ قَوْلٍ
وَفِعْلٍ»، ولا ينشغل بما لا يعنيه من الكلام والقيل والقال، أو فعل ما لا
يعنيه، وليس هو من أعمال الاعتكاف؛ يعني: كأن يقول: سأذهب لأصلي على الجنائز في
مسجد الراجحي، في مسجد عتيقة، في مسجد الملك خالد. لا، ما يروح لهذه؛ لأنه معتكف،
وما هو فيه أفضل. ولا يروح يقول: أنا سأحضر الدروس وسأحضر المحاضرة. لا، بل يبقى
في معتكفيه؛ لعبادة الله عز وجل. أو يقول: أنا سأزور فلانًا، وفلانًا، الزيارة حق،
وفيها أجر. نقول: الذي أنت فيه أعظم وأفضل.
قوله رحمه الله: «وَلا يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ، إِلاَّ لِمَا لابُدَّ لَهُ مِنْهُ»، لا يخرج من المسجد الذي يعتكف فيه، إلا إلى ما لا بد له منه، ولا يقام مقامه فيه؛ كأن يقضي حاجته من بول أو غائط، أو الوضوء، لا بأس أن يخرج بقدر الحاجة، ولا يؤثر هذا على اعتكافه،