خليلك: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ
بِٱلۡحَجِّ﴾ [الحج: 27]، فكل من حج أو اعتمر، فإنه مجيبٌ لهذا
النداء: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ
بِٱلۡحَجِّ﴾ [الحج: 27]، فهو يقول: «لبيك»؛ أي: إجابة لدعوتك على لسان خليلك، إجابة بعد إجابة، «لبيك» هذه تثنية.
قوله رحمه الله: «إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ
وَالمُلْكَ، لا شَرِيْكَ لَكَ»، انظر! شعار التوحيد: «لبيك، لا شريك لك»؛ لأنهم في الجاهلية يلبون، لكن يقولون: «لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، إِلاَّ
شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ» ([1])، فيدخلون الشرك في
التلبية.
فلما جاء الرسول صلى
الله عليه وسلم، لبى بالحج، ولم يُدخل عليه نية أخرى: «لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ»، التلبية لله، ولا يقول مثل الجاهلية: «إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ
وَمَا مَلَكَ»؛ لأنهم يدعون الأولياء والصالحين، يقولون: «ليقرِّبونا إلى الله زلفى» هذا الشرك الأكبر - والعياذ بالله.
قوله رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ الإِكْثارُ مِنْهَا»؛ من
التلبية بين فترة وأخرى.
قوله رحمه الله: «وَرَفْعُ الصَّوْتِ بِهَا لِغَيْرِ
النِّسَاءِ»؛ رفع الصوت بالتلبية للرجال، ولا يلبِّي بينه وبين نفسه، أو بصوت
خفيٍّ؛ لا. يُعلن بهذا، ويرفع صوته بهذا.
وأما النساء،
فتلبِّي أيضًا، لكن بينها وبين نفسها، بقدر ما تُسمِع نفسها، أو تسمع زميلتها فقط،
ولا يسمعه الرجال.
قوله رحمه الله: «وَهِيَ آكَدُ فِيْمَا إِذَا عَلا نَشَزًا،
أو هَبَطَ وَادِيًا»، إذا علا مرتَفَعًا، أو هبط واديًا، يُلبِّي.
قوله رحمه الله: «أَوْ سَمِعَ مُلَبِّيًا»، أو سَمِع الملبِّي أيضًا، يلبِّي مثله.
([1]) كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (1185).