×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 فَإِذَا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ لَبَّى، فَيَقُوْلُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لا شَرِيْكَ لَكَ، وَيُسْتَحَبُّ الإِكْثارُ مِنْهَا وَرَفْعُ الصَّوْتِ بِهَا لِغَيْرِ النِّسَاءِ.

وَهِيَ آكَدُ فِيْمَا إِذَا عَلا نَشَزًا، أو هَبَطَ وَادِيًا، أو سَمِعَ مُلَبِّيًا، أو فَعَلَ مَحْظُوْرًا نَاسِيًا، أو لَقِيَ رَاكِبًا، وَفِيْ أَدْبَارِ الصَّلاةِ، وَبِالأَسْحَارِ، وَإِقْبَالِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «فَإِذَا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ لَبَّى»، التلبية تكون عند: نية الإحرام، وتكون عند الركوب، وتكون عند الارتفاع على مرتفع، كلما ارتفع، يلبي، ويكون عندما يتلاقى الحُجاج يلبون، وتكون في إقبال الليل وإدبار النهار، والعكس: إدبار الليل وإقبال النهار.

يلبي بين فترة وأخرى، والتلبية أن يقول: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لا شَرِيْكَ لَكَ» ([1])، يكررها، هي شعار المُحرِم.

قوله رحمه الله: «فَيَقُوْلُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ»، ليس خاصًّا بالاستواء على الراحلة؛ أي: الرسول صلى الله عليه وسلم لبى بعدما سلم من الصلاة، ولبى بعدما ركب الراحلة، ولبى لما استقلت به البيداء؛ أي: لما خرج من الوادي متجهًا إلى مكة، لبى أيضًا.

قوله رحمه الله: «فَيَقُوْلُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ»، معنى لبيك: التلبية: الإجابة؛ أي: أنا مجيبٌ لدعوتك على لسان


الشرح

([1]كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (1549)، ومسلم رقم (1184).