كانت مباحة له قبل ذلك؛ من
الكلام والأكل والشرب،... إلى آخره.
قوله رحمه الله: «وَهُوَ أَنْ يَنْوِيَ الإِحْرَامَ»،
الإحرام هو: أن ينوي النسك أو ينوي الدخول، ولهذا يقال: الإحرام هو نية الدخول في
النسك.
قوله رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَنْطِقَ بِمَا أَحْرَمَ
بِهِ»، يُستحب أن ينطق بالنسك الذي يريده: «لبيك عمرة»، «لبيك حجًّا»،
«لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج»، «لبيك حجًّا وعمرة»، يستحب أن يتلفظ
بالنسك الذي يريده.
ولا يقل: «نويت»؛ لأنه منهي عن التلفظ بالنية في
العبادات «بدعة»، لكن يذكر النسك الذي
يريده.
قوله رحمه الله: «وَيَشْتَرِطَ»؛ أي: إذا كان يخاف إنه ما يستطيع يكمِّل المناسك، أو يعرِض له شيء يمنعه من أداء المناسك، فإنه يستحب له أن يشترط، ويقول: «فإن حبسني حابس، فمحلي حيث حبستني»، فإنه إذا عرض له عارض يقتضي أنه يخرج من الإحرام؛ يخرج، ولا شيء عليه بالشرط، ولحديث ضُباعة بنت الزُّبير بن عبد المطلب رضي الله عنها «بنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم »، قالت عائشة رضي الله عنها: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، وَأَنَا شَاكِيَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «حُجِّي، وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي» ([1])، «فَإِنَّ لَكِ عَلَى رَبِّكِ مَا اسْتَثْنَيْتِ» ([2]). «شاكية»؛ أي: مريضة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5089)، ومسلم رقم (1207).