قوله رحمه الله: «وَدَمِ الْفَوَاتِ»، ما الفوات؟ الفوات إذا أحرم بالحج، وفاته الوقوف
في عرفة، هذا يسمى الفوات، هذا عليه أن يؤدي عمرة، يتحلل بعمرة، ويذبح الفدية، هو
يتحلل، ويقضي ثاني عام، هذا الفوات، من فاته الوقوف في عرفة، فاته الحج هذه السنة؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: «الحَجُّ
عَرَفَةَ» ([1])؛ يعني: الركن
الأعظم هو الوقوف بعرفة.
قوله رحمه الله: «وَالْمُحْصَرِ يَلْزَمُهُ دَمٌ»،
والمحصر هو: الذي أحرم بالحج، ولكن صده العدو، صده العدو عن دخول البيت؛ مثلما حصل
للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في عمرة الحديبية، صدهم المشركون، فتحللوا،
حلقوا رؤوسهم، وذبحوا الفدية، وتحللوا من إحرامهم ([2])، هذا هو الإحصار،
وكذلك المرض، لو أحرم بالحج، ولكنه قبل أن يؤديه مرض مرضًا لا يستطيع أداء الحج،
أو حصل له حادث، وأصيب في الحادث إصابة لا يستطيع معها الحج، هذا محصر، محصر
بالمرض، فإنه مثل المحصر بالعدو، يذبح فدية، ويحلق رأسه، ويتحلل من إحرامه.
قوله رحمه الله: «فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، فَصِيَامُ عَشَرَةِ
أَيَّامٍ».
إذًا المحصر، أو من
فاته الحج لم يجد الهدي:
- إما لأنه لم يوجد شيء من بهيمة الأنعام.
- وإما هي موجودة، ولكن ليس معه ثمنها.
فهذا يصوم عشرة أيام: ﴿فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ﴾ [البقرة: 196]، قاسوها على هذا.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2975)، وابن ماجه رقم (3015)، وأحمد رقم (18774).