قوله رحمه الله: «فَيَأْتِيْهِ فَيَرْقَى عَلَيْهِ»، الرقى على الصفا والمروة سنة من
سنن السعي، الواجب استكمال ما بين الصفا والمروة، ولو لم يرقَ عليهما، الواجب
استكمال المسافة التي بين الصفا والمروة، ولو لم يرقَ عليهما، لكن إن رقى، فهو
أفضل.
قوله رحمه الله: «وَيُكَبِّرُ اللهَ وَيُهَلِّلُهُ
وَيَدْعُوْهُ»، بأن يستقبل الكعبة، ويكبر الله على الصفا وعلى المروة، ويهلل
يقول: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له. ثم ينزل للسعي.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَنْزِلُ فَيَمْشِيْ إِلَى العَلَمِ،
ثُمَّ يَسْعَى إِلَى الْعَلَمِ الآخَرِ»، في بطن الوادي، كان المسجد الحرام في
وادٍ، وكان الوادي منخفضًا بين الصفا والمروة؛ كان المسجد الحرام في وادٍ، وكان
الوادي منخفضًا بين الصفا والمروة؛ مقدار عشرة أمتار، أو كذا، ثم يبدأ الوادي، ثم
ينتهي، لما دفنوا هذا الوادي، جعلوا علمين، علامة على بداية الوادي ونهايته؛ يعني:
عمود أخضر للبداية، وعمود أخضر للنهاية، فإذا وصل إلى العمود الأخضر، يشتد في
السعي بين العلمين، فإذا جاوز، يمشي على راحته إلى المروة، إلى الصفا.
هذا السعي ما أصله؟ أصله أم إسماعيل، أما إسماعيل لما جاء بهما إبراهيم، ووضعهما عند مكان البيت، وجعل عندهما قليلاً من الطعام والشراب، فكانت تأكل من جراب التمر، وتشرب من السقاء، وترضع الطفل، نفد الماء الذي معها، وصار الطفل يتلمظ من العطش، وماذا تفعل وليس عندها أحد، ولا حولها أحد، فذهبت وصعدت على الصفا؛ لأنه مرتفع، لترى هل حولها أحد أم لا؟ ما رأت أحدًا، نزلت، وراحت للمروة؛ لعلها ترى أحدًا، ولما هبطت بالوادي،