×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 صارت ما ترى أحدًا، الوادي متطامن، فأسرعت في بطن الوادي؛ من أجل أن تقطعه بسرعة؛ حتى تتطلع إلى من حوله، فوصلت إلى المروة، وصعدت عليها، وتلفتت، ما رأت أحدًا، نزلت، حتى أكملت سبعة أشواط، فلما أكملت السابع، وإذا بجبريل عليه السلام ينزل عند إسماعيل، ويخبط بجناحه عند إسماعيل، فتنبع زمزم، ينبع الماء، فجلعت تشرب، وتسقي الطفل، ثم جاء قبيلة «جرهم» رأوا الطيور، قالوا: ما هذه الطيور؟ ما خبرنا بهذا المكان ماء، راحوا لمكان الطيور؛ لما فيه من الماء، فاستأذنوها لينزلوا عندها، فأذنت لهم، واستأنست بهم، وكبر إسماعيل عليه السلام، وتزوج منهم، تزوج من «جرهم»، فهذا أصل السعي، فنحن بحاجة إلى الفرج؛ مثل أم إسماعيل؛ ولذلك نسعى بين الصفا والمروة؛ لأننا بحاجة إلى الله، بحاجة إلى المغفرة، بحاجة إلى الرحمة، فصار السعي بينهما عبادة إلى يوم القيامة.

قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَمْشِيْ إِلَى الْمَرْوَةِ فَيَفْعَلُ كَفِعْلِهِ عَلَى الصَّفَا»، من الرقي عليها والدعاء فوقها، ثم ينزل منها.

قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَنْزِلُ فَيَمْشِيْ فِيْ مَوْضِعِ مَشْيِهِ، وَيَسْعَى فِيْ مَوْضِعِ سَعْيِهِ حَتَّى يُكْمِلَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ»، من الصفا إلى المروة.

قوله رحمه الله: «يَحْتَسِبُ بِالذَّهَابِ سَعْيَةً وبالرجوع سبعة»؛ يعني: الأشواط هذه ما بين الصفا والمروة، ذاهبًا إليها هذا شوط، ما بين المروة إلى الصفات هذا شوط ثاني، حتى يكمل سبعة أشواط، يبدأها بالصفا ويختمها بالمروة.


الشرح