كل هذا أعمال مزدلفة، الجمع بين الصلاتين المغرب والعشاء، المبيت فيها،
صلاة الفجر فيها، مع الدعاء بعد صلاة الفجر، إلى أن يُسفر، ثم يسير إلى منى.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يُصَلِّي الْفَجْرَ بِغَلَسٍ»؛
ثلاثة أمور: الجمع، المبيت، صلاة الفجر، «بغلس»؛
يعني: يبكر صلاة الفجر، أول ما يطلع الفجر، أول ما يطلع الفجر، يصلي، لم؟ من أجل
أن يتفرغ للدعاء بعد صلاة الفجر: ﴿فَٱذۡكُرُواْ
ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ﴾ [البقرة: 198].
قوله رحمه الله: «وَيَأْتِي الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ»،
يأتي المشعر الذي هو الجبل جبل قزح الذي عليه المسجد، وليس بلازم أن يصعد الجبل،
وليس بلازم أن يذهب للجبل أيضًا، لو وقف في منزله ودعا، حصل المقصود.
قوله رحمه الله: «فَيَقِفُ عِنْدَهُ، وَيَدْعُوْ»، ما ورد
عن الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء معين، فيجتهد في الدعاء، ما يتيسر له من
الدعاء، حوائج الناس تختلف، فكل يدعو في أمر دينه ودنياه.
قوله رحمه الله: «وَيَكُوْنُ مِنْ دُعَائِهِ: اللهُمَّ كَمَا وَقَفْتَنَا فِيْهِ، وَأَرَيْتَنَا إِيَّاهُ، فَوَفِّقْنَا لِذِكْرِكَ، كَمَا هَدَيْتَنَا، وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنَا، كَمَا وَعَدْتَنَا بِقَوْلك، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: ﴿لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ ١٩٨ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١٩٩﴾ [البقرة: 198- 199»، الله سبحانه وتعالى لم يعين ذكرًا مخصوصًا: ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ﴾، مطلق بما يتيسر لك من الذكر.