والنبي صلى الله عليه وسلم نزل في مزدلفة، وقال: «وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([1]). فلا يتخصص مكان
معين، بل ما تيسر له داخل حدود مزدلفة ينزل فيه، وهي الآن معلمة بعلامات واضحة،
ومكتوب عليها، وبها أنوار، فالأمر ميسر الآن جدًّا، فيتأكد من كونه داخل مزدلفة؛
لأن بعض الناس ما يتأكد، ينزلون قبل أن يصلوا مزدلفة، فيفوت عليهم المبيت بمزدلفة،
وإذا مشوا يقولون: لم نكن بمزدلفة. فات عليهم الأوان، فيجب التأكد من المشاعر، وهي
- ولله الحمد - الآن معلمة، ليست بخفية، عليها علامات، ومكتوب عليها، وفيها أنوار
خاصة.
قوله رحمه الله: «فَإِذَا وَصَلَ مُزْدَلِفَةَ صَلىَّ
الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ»، إذا وصل إلى مزدلفة، فإن أول ما يبدأ به أنه يصلي
المغرب والعشاء جمع تأخير متى ما وصل، متى ما وصل، يجمع جمع تأخير، يؤخر العشاء،
ويجمعها مع المغرب في وقت العشاء، هذا من باب الرفق بالناس، ثم ينزل، إذا صلى
وجمع، ينزل في مزدلفة، يحط رحله، ويبيت فيها.
قوله رحمه الله: «قَبْلَ حَطِّ الرِّحَالِ، يَجْمَعُ
بَيْنَهُمَا»، قبل أن ينزل أغراضه، قبل أن ينزل أغراضه يبادر بالصلاة هو ومن
معه، ثم إذا صلوا، ينزلون أغراضهم، ويجلسون فيها، ويبيتون فيها.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَبِيْتُ بِهَا»، ثم يبيت في
المزدلفة، إذًا الأعمال التي تكون في المزدلفة:
أولاً: الجمع بين
الصلاتين.
ثانيًا: المبيت فيها، وهذا
واجب من واجبات الحج.
ثالتًا: صلاة الفجر فيها، والدعاء بعد الفجر، إلى أن يُسفر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1218).