×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

ورجع مع طريق آخر، هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، هذا أفضل، وإن رجع إلى مزدلفة مع أي طريق تيسر له، فلا بأس.

قوله رحمه الله: «وَعَلَيْهِ السَّكِيْنَةُ وَالْوَقَارُ»، ويكون عليه السكينة، فلا يكون معه إزعاج وأصوات وسرعة، بل يمشي بالسكينة؛ رفقًا بنفسه، ورفقًا بالحجاج، سواء كان على دابة، أو على سيارة، أو على قدميه، يستعمل الرفق؛ لأنه في عبادة، خطواته مكتوبة، ودعاؤه مستجاب، فهو في روضة من رياض الجنة في هذا المساء، فعليه السكينة، لا يكون معه طيش وعجلة ولغط في الكلام وسرعة، ولا يكون معه إزعاج للناس أو أذية للناس بسيارته أو بدابته، يراعى إخوانه، كان صلى الله عليه وسلم وهو يسير إلى مزدلفة يقول: «أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةُ السَّكِينَةُ»، حتى يكاد يلامس رحله، وإذا وجد فُرجة من الطريق، نصَّ - يعني: أسرع - هكذا كان سيره صلى الله عليه وسلم ([1]).

والسكينة تكون في الحركة، والوقار يكون في الهيئة.

قوله رحمه الله: «وَيَكُوْنُ مُلَبِّيًا ذَاكِرًا للهِ عز وجل »، ويكون في أثناء سيره يلبي؛ لأن التلبية شعار المحرم، يكثر من التلبية.

قوله رحمه الله: «فَإِذَا وَصَلَ مُزْدَلِفَةَ صَلىَّ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ»، إذا وصل إلى مزدلفة، وتسمى جمعًا، وتسمى مزدلفة؛ لأن الناس يزدلفون إليها؛ يعني: يرحلون إليها، وتسمى جمعًا؛ لأن الناس يجتمعون فيها، وفيها المشعر الحرام، الذي هو الجبل، جبل قُزح، الذي عليه المسجد الآن، وعليه المباني، هذا هو المشعر الحرام: ﴿فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ [البقرة: 198]؛ يعني: حول الجبل،


الشرح

([1]أخرجه: مسلم رقم (1218).