ثُمَّ يَدْفَعُ مَعَ
الإِمَامِ إِلَى مُزْدَلِفَةٍ، عَلَى طَرِيْقِ الْمَأْزِمَيْنِ وَعَلَيْهِ
السَّكِيْنَةُ وَالْوَقَارُ. وَيَكُوْنُ مُلَبِّيًا ذَاكِرًا للهِ عز وجل، فَإِذَا
وَصَلَ مُزْدَلِفَةَ صَلىَّ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ قَبْلَ حَطِّ الرِّحَالِ ([1])، يَجْمَعُ
بَيْنَهُمَا ثُمَّ يَبِيْتُ بِهَا ثُمَّ يُصَلِّي الْفَجْرَ بِغَلَسٍ، وَيَأْتِي
الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَيَقِفُ عِنْدَهُ، وَيَدْعُوْ وَيَكُوْنُ مِنْ
دُعَائِهِ: اللهُمَّ كَمَا وَقَفْتَنَا فِيْهِ، وَأَرَيْتَنَا إِيَّاهُ،
فَوَفِّقْنَا لِذِكْرِكَ، كَمَا هَدَيْتَنَا، وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنَا، كَمَا
وَعَدْتَنَا بِقَوْلك، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: ﴿لَيۡسَ
عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم
مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ
كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ ١٩٨ثُمَّ
أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١٩٩﴾ [البقرة: 198، 199]، إِلَى أَنْ يُسْفِرَ، ثُمَّ
يَدْفَعُ قَبْلَ طُلُوْعِ الشَّمْسِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَدْفَعُ مَعَ الإِمَامِ إِلَى مُزْدَلِفَةٍ، عَلَى طَرِيْقِ الْمَأْزِمَيْنِ»، ثم إذا غربت الشمس، يدفع الإمام الذي هو أمير الحج، ويدفع الناس معه هذا هو السنة؛ كما فعل الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن طريق المَأْزِمَيْنِ؛ يعني: عرفة لها طريقان؛ الطريق الغربي، هذا طريق ضب، يقال له: طريق ضب، وهذا الذي جاء معه الرسول صلى الله عليه وسلم في الصباح، والثاني طريق المأزمين، وهما الجبلان، الجبلان المحيطان بعرفة بينهما طريق يسمى طريق المأزمين، فيخالف الطريق، جاء مع طريق،
([1]) كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (139)، ومسلم رقم (1280).