×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 فَإِذَا بَلَغَ مُحَسِّرًا أَسْرَعَ قَدْرَ رَمْيَةٍ بِحَجَرٍ، حَتَّى يَأْتِيَ مِنًى، فَيَبْدَأُ بِجَمْرَةِ الْعَقَبَةِ فَيَرْمِيْهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، كَحَصَى الْخَذْفِ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَيَرْفَعُ يَدَهُ فِي الرَّمْيِ ([1])، وَيَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ مَعَ ابْتِدَاءِ الرَّمْيِ ([2])، وَيَسْتَبْطِنُ الْوَادِيَ، وَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَلا يَقِفُ عِنْدَهَا، ثُمَّ يَنْحَرُ هَدْيَهُ ([3])، ثُمَّ يَحْلِقُ رَأْسَهُ أو يُقَصِّرُهُ ([4])، ثُمَّ قَدْ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّسَاءِ ([5]).

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «فَإِذَا بَلَغَ مُحَسِّرًا أَسْرَعَ قَدْرَ رَمْيَةٍ بِحَجَرٍ»، مُحسر واد فاصل بين منى وبين مزدلفة، واد مُعترِض فاصلاً بين منى وبين مزدلفة، هذا إذا وصل إليه، يسرع، وليس عريضًا؛ قدر رمية حجر فقط.

قوله رحمه الله: «حَتَّى يَأْتِيَ مِنًى»، فإذا تجاوز وادي مُحسر، دخل في منى.

فإذًا مِنى من وادي محسر إلى جمرة العقبة، هذا كله منى، ومن الجهات الجبال، محدود بالجبال، ومحدود من جهة عرفة بمحسر، ومحدود من جهة مكة بجمرة العقبة، هذا هو منى.

قوله رحمه الله: «فَيَبْدَأُ بِجَمْرَةِ الْعَقَبَةِ»؛ يعني: أول ما يصل منى أول شيء يعمله رمي جمرات العقبة، يقولون: لأنه تحية منى.


الشرح

([1]أخرجه: مسلم رقم (1218).

([2]كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (1685)، ومسلم رقم (1281).

([3]أخرجه: مسلم رقم (1218).

([4]كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (1305).

([5]كما في الحديث الذي أخرجه: النسائي رقم (3084)، وابن ماجه رقم (3041).