إبليس مخلوق من عالم الغيب، لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ويغرهم في
هذا أنه بعض من سبق كتبوا على الجمرة: «الشيطان»،
كتبوا عليها: «شيطان»، ترجمة اللغة
هذا غلط، هذه الجمرة - الجمرة الصغرى، الجمرة الوسطى، جمرة العقبة - هذه مشاعر من
مشاعر الحاج، ليست الشيطان، لكن كل عبادة لله، فإنها رجم للشيطان، وذكر الله رجم
للشيطان، الصلاة رجم للشيطان، كل عبادة، فإنها رجم للشيطان، فهو يرجم بالطاعة، ما
يرجم بالحصى.
ورمي الجمار بذكر
الله عز وجل، وليس للانتقام من الشيطان، هو لذكر الله، قال جل وعلا: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ
أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ [البقرة: 203]، ومن ذكر الله رمي الجمار، قال صلى الله
عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ
بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ
ذِكْرِ اللَّهِ عز وجل » ([1]).
قوله رحمه الله: «كَمَا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ» يوم
العيد؛ يعني: يرميها بسبع؛ كما رماها يوم العيد، رمى الكبرى بسبع.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَتَقَدَّمَ قَلِيْلاً، فَيَقِفُ
يَدْعُو اللهَ تَعَالَى»، إذا رمى الجمرة الصغرى، وتوجه إلى الجمرة الوسطى،
يقف في الطريق، ويستقبل القبلة، ويدعو الله عز وجل بما تيسر له من الأدعية، وكان
ابن عمر رضي الله عنهما يقف بمقدار قراءة سورة البقرة، إذا أمكن.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَأْتِي الْوُسْطَى، فَيَرْمِيْهَا كَذلِكَ»، ثم يذهب إلى الوسطى، إذا فرغ من الدعاء، هذا سنة، الدعاء سنة، يذهب إلى الوسطى، فيرميها بسبع حصيات؛ مثلما رمى الصغرى.