وَلَيْسَ فِيْ عَمَلِ
الْقَارِنِ زِيَادَةً عَلَى عَمَلِ الْمُفْرِدِ، لَكِنْ عَلَيْهِ وَعَلَى
الْمُتَمَتِّعِ دَمٌ، لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿فَمَن
تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن
لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا
رَجَعۡتُمۡۗ﴾ [البقرة: 196].
وَإِذَا أَرَادَ
القُفُوْلَ، لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يُوَدِّعَ الْبَيْتَ بِطَوَافٍ عِنْدَ فَرَاغِهِ
مِنْ جَمِيْعِ أُمُوْرِهِ ([1])، حَتَّى يَكُوْنَ
آخِرَ عَهْدِهِ بِالبَيْتِ ([2])، فَإِنِ
اشْتَغَلَ بَعْدَهُ بِتِجَارَةٍ أَعَادَهُ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَلَيْسَ فِيْ عَمَلِ الْقَارِنِ زِيَادَةً
عَلَى عَمَلِ الْمُفْرِدِ»، هذا للقارن مثل عمل المفرد؛ لأن العمرة دخلت في
الحج، وفيهما طواف وسعي واحد، فعمله كعمل المفرد، إلا أنه يختلف عنه بشيئين:
الشيء الأول: النية،
فإنه قد نوى حجة وعمرة، والمفرد إنما نوى حجًّا فقط.
الأمر الثاني: أنه
تجب عليه الفدية - فدية التمتع؛ لأن القران نوع من التمتع؛ لأنه جمع بين عمرة وحج
في سفرة واحدة، وهو متمتع في المعنى، وإن لم يكن متمتعًا بالصورة، لكن في المعنى
هو متمتع؛ لأنه جاء بنسكين: عمرة وحج.
قوله رحمه الله: «لَكِنْ عَلَيْهِ وَعَلَى الْمُتَمَتِّعِ دَمٌ»؛ فدية التمتع: ﴿فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ﴾ [البقرة: 196]، إذا رجع، هذا على المتمتع والقارن سواء.
([1]) كما في حديث عائشة رضي الله عنها الذي أخرجه: مسلم رقم (1211).