×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

وَالسُّنَّةُ نَحْرُ الإِبِلِ قَائِمَةً مَعْقُوْلَةً يَدُهَا الْيُسْرَى، وَذَبْحُ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ عَلَى صِفَاحِهَا، وَيَقُوْلُ عِنْدَ ذلِكَ: «بِسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَلَكَ» ([1]). وَلا يُسْتَحَبُّ أَنْ يَذْبَحَهَا إِلاَّ مُسْلِمٌ، وَإِنْ ذَبَحَهَا صَاحِبُهَا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَوَقْتُ الذَّبْحِ يَوْمَ الْعِيْدِ بَعْدَ صَلاةِ الْعِيْدِ، أو قَدْرِهَا إِلَى آخِرِ يَوْمَيْنِ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «وَالسُّنَّةُ نَحْرُ الإِبِلِ قَائِمَةً مَعْقُوْلَةً يَدُهَا الْيُسْرَى»، كيفية الذبح، قال الله جل وعلا: ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ [الحج: 36]، وفي قراءة: ﴿صَوَآفن، ﴿فإذكروا اسم الله عليها صوافن؛ والصواف أو الصوافن: هي التي ترفع يدها إذا وقفت؛ مثل الخيل «الصافنات»: ﴿إِذۡ عُرِضَ عَلَيۡهِ بِٱلۡعَشِيِّ ٱلصَّٰفِنَٰتُ [ص: 31]، الصافنات: هي التي ترفع يدها عند الوقوف من الخيل ومن غيرها، ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ [الحج: 36]؛ يعني: قائمة، اذبحوها قائمة.

قوله رحمه الله: «وَالسُّنَّةُ نَحْرُ الإِبِلِ قَائِمَةً مَعْقُوْلَةً يَدُهَا الْيُسْرَى»؛ لأن ذبحها قائمة أسهل عليها؛ لأجل أن يشخب الدم، ويدفق بقوة، فتستريح الذبيحة، مما لو ذبحت وهي باركة: ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا [الحج: 36]؛ يعني: إذا ماتت وسقطت على الأرض ميتة، فكلوا منها.

قوله رحمه الله: «وَالسُّنَّةُ نَحْرُ الإِبِلِ قَائِمَةً مَعْقُوْلَةً يَدُهَا الْيُسْرَى»، هذا هو السنة؛ لأن هذا أسهل عليها؛ لأجل أن تشخب الدماء بسرعة، فتستريح الذبيحة.


الشرح

([1]كما في الحديث الذي أخرجه: أبو داود رقم (2759).