وتَتَعَيَّنُ
الأُضْحِيَّةُ بِقَوْلِهِ: هَذِهِ أُضْحِيَّةٌ، وَالْهَدْيُ بِقَوْلِهِ: هَذَا
هَدْيٌ، أو إِشْعَارِهِ وَتَقْلِيْدِهِ مَعَ النِّيَّةِ، وَلا يُعْطَى الْجَازِرُ
بِأُجْرَتِهِ شَيْئًا مِنْهَا، وَالسُّنَّةُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ
ثُلُثَهَا، وَيُهْدِيْ ثُلُثَهَا، وَيَتَصَدَّقَ بِثُلُثِهَا، وَإِنْ أَكَلَ
أَكْثَرَ جَازَ وَلَهُ أَنْ يَنْتَفِعَ بِجِلْدِهَا وَلا يَبِيْعُهُ، وَلا شَيْئًا
مِنْهَا.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وتَتَعَيَّنُ الأُضْحِيَّةُ بِقَوْلِهِ:
هَذِهِ أُضْحِيَّةٌ»، إذا اشتراها وقال: «هذه
أضحية»، تعينت، فلا يجوز استبدالها إلا بما هو أحسن منها، أما لو أراد أن
يبدلها بدونها، فهذا لا يجوز؛ لأنها وجبت عليه، عينها، فلا يغيرها بعدما تعينت،
ووجبت عليه، فإذا قال: «هذا هدي»، أو «هذا أضحية»، تعين عليه ذبحه، ولا يجوز
أن يعدل ويقول: والله حولت ما نحن بمضحين هذه السَّنة. نقول: لا، أنت عينتها،
ووجبت عليك، لازم تذبحها، أو قال: والله هذه كبيرة وسمينة وجزلة، ما أنا بذابحها،
سأحضر واحدة غيرها دونها. نقول: لا، ما يجوز هذا؛ تعينت عليك.
قوله رحمه الله: «وتَتَعَيَّنُ الأُضْحِيَّةُ بِقَوْلِهِ:
هَذِهِ أُضْحِيَّةٌ»، «هذه»
الإشارة هذه تعيين.
قوله رحمه الله: «وَالْهَدْيُ بِقَوْلِهِ: هَذَا هَدْيٌ،أَوْ إِشْعَارِهِ وَتَقْلِيْدِهِ مَعَ النِّيَّةِ»، الشيء الثاني: الهدي يتعين إما بالتعيين؛ بأن يقول: «هذا هدي»، أو بإشعاره؛ بجعل عليه علامة أنه هدي؛ مثل أن يقلد الإبل، يقلد الإبل لِتُعرف أنها هدي، يجعل عليها قلائد، أو يشعرها بأن يطعنها في سنامها، حتى يسيل الدم، ثم يسلته عليها، فمن رأى هذا الدم، عرف أنها هدي، فلا يتعرض لها، هذا في الإبل، أما الغنم، فلا تُشعر؛ لأنها ما تطيق الجرح.