﴿ٱلسَّمۡعَ﴾
الذي تسمعون به الأصوات، تسمعون به القرآن والأدلة.
و
«البصر» الذي تبصرون به هذه المخلوقات وهذه الكائنات وهذه الآيات، تبصرون به
طريقكم، وتبصرون به صناعتكم.
و
«الأفئدة»، وهي القلوب التي تفكرون بها، وتعتبرون بها.
﴿قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ﴾ أي: إِنَّ
شكركم لله سبحانه وتعالى قليل، لا يوافي نعم الله سبحانه وتعالى عليكم! قال سبحانه
وتعالى: ﴿وَإِن
تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾
[النحل: 18]، لا تحصوها، فكيف تقومون بشكرها؟! هذا في الذي يشكر الله وهم قليل من
الخلق.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ
هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾: نَشَركم
فيها، وما جعلكم مجتمعين في ناحية واحدة من الأرض، تتضايقون، وتتعطل مصالحكم
وتتنافسون، ولا يحصل لكم منافع! بل إنه سبحانه وتعالى ﴿ذَرَأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾: وزعكم
على الأرض الواسعة، وأسكنكم في الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وما جعلكم في بلد
واحد أو قطعة واحدة من الأرض، فيحصل لكم الضرر والزحام!!
﴿وَإِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ﴾: يوم القيامة من جميع أقطار
الأرض.
الله
سبحانه وتعالى نَشَركم فيها وفَرَّقكم، لكنه يجمعكم يوم الجمع للجزاء والحساب،
أينما كنتم من هذه الأرض، في صعيد واحد.
﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾:
ومع هذا كله ومع هذه البراهين يقولون: متى هذا الوعد؟! يَتحدَّوْن الرسول صلى الله
عليه وسلم، يسألونه: متى؟
والرسول صلى الله عليه وسلم لا يَعلم ذلك؛ لأنه لا يَعلم هذا إلاَّ الله سبحانه وتعالى.