×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 ﴿ٱلۡخَبِيرُ: صيغة مبالغة من الخبرة. فهو الخبير بكل شيء، وهو العليم بكل شيء، وهو البصير بكل شيء، وهو السميع لكل شيء، وهو القدير على كل شيء.

فلا يخفى عليه شيء من خلقه: دقيقه وجليله، ظاهره وباطنه، بل إن هناك أشياء لا نراها ولا نعلمها، والله سبحانه وتعالى يراها ويعلمها، ولا تخفى عليه في البر ولا في البحر.

ثم ذَكَر برهانًا فقال سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا، أي: جَعَل الأرض التي تمشون عليها، وتنامون عليها، وتسكنون على ظهرها، وتُدفنون في باطنها إذا متم - ذلولاً، فإن الله سبحانه وتعالى جعلها لكم ﴿ذَلُولٗا أي: مذللة لمصالحكم، قارّة، ساكنة لا تتحرك، ولا تضطرب ولا تَميد.

﴿فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا قيل: المراد: سهولها. وقيل: المراد: في جبالها، فـ «المنكب» هو الجبل والمرتفع.

الذي أوجده لكم، ووزعه في هذه الأرض، وقَسَّمه على هذه الأرض، فأينما ذهبتَ فالرزق تجده أمامك، فالله سبحانه وتعالى هو الذي وزع هذه الأرزاق، وقَدَّر هذه الأقوات في الأرض، فليس هناك منطقة ليس فيها رزق.

﴿وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ؛ لأنكم لا تستطيعون المشي على الأرض بدون أكل وشرب. فإنك تجد الماء، وتجد الطعام والشراب أينما توجهت في هذه الأرض، وهذا من لطف الله سبحانه وتعالى بعباده؛ حيث إنه لم يَحصر الرزق في جهة معينة من الأرض.


الشرح