ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِلَيۡهِ ٱلنُّشُورُ﴾،
أي: البعث بعد الموت. فأينما دُفنت في الأرض، فإنك ستُنْشَر من مدفنك، وتُحْشَر
يوم القيامة.
ثم
إنه سبحانه وتعالى هدد الكفار بالعقوبة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِي
ٱلسَّمَآءِ﴾ وهو الله سبحانه وتعالى.
وهذه
الآية والتي بعدها من أدلة علو الله عز وجل على خلقه، وأنه في السماء، سبحانه
وتعالى، أي: في العلو أو فوق السماء.
﴿أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ﴾،
لما ذَكَر سبحانه وتعالى الأرض وما فيها من التمكين والمنافع، خَوَّف العباد أن
يخسف بهم هذه الأرض التي جعلها الله سبحانه وتعالى ذلولاً، مُطوَّعة لهم، أن
يخسفها بهم، بعد أن كانت قارّة ساكنة، كما خسفها بقارون وقوم لوط... وغيرهم.
والخسف
عقوبة شديدة في الدنيا، وتكثر الخسوف إذا كثر الكفر وكثر الإلحاد، خصوصًا في آخر
الزمان؛ عقوبة من الله سبحانه وتعالى، وها هي الخسوف الآن تقع يمينًا وشمالاً
فتَهلك بها أمم!!
﴿فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴾ أي: تضطرب وتتحرك، بعد أن
كانت ساكنة قارّة، وهو القادر على ذلك، فالذي أسكنها قادر على أن يحركها ويزلزلها
تحت أقدامكم!!
قال
سبحانه وتعالى:﴿قُلۡ
هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ
شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ
ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ﴾ [الأنعام:
65].
ثم قال سبحانه وتعالى:﴿أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ﴾ أي: ريحًا تَحمل الحصباء، فيَحصِبكم بها؛ كما حصل لقوم عاد من الريح العقيم، وكما حصل للأحزاب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في