×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 غزوة الأحزاب، فأرسل الله سبحانه وتعالى عليهم ريحًا تَحمل الحصباء وحصبتهم، وكما حصل لأصحاب الفيل، قال سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ ١ أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ ٢ وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ ٣ تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ ٤ فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۢ [الفيل: 1- 5].

﴿فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ: فستعلمون حينذاك صدق نذيري لكم.

ثم ذَكَّر كفار قريش وكفار العرب، الذين عاندوا رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم، وكذبوه وحاربوه - أن يحل بهم ما أحل بالأمم السابقة، التي كَذَّبت رسلها، ماذا حصل لهم من الهلاك والدمار، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةِۢ بَطِرَتۡ مَعِيشَتَهَاۖ فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ إِلَّا قَلِيلٗاۖ وَكُنَّا نَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثِينَ [القصص: 58]. ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ [النمل: 52].

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ من الأمم السابقة، فقد كذبوا رسلهم، ﴿فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ أي: إنكاري عليهم وأخذي لهم بالعذاب، فاحذروا أن يصيبكم ما أصابهم.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ فَوۡقَهُمۡ صَٰٓفَّٰتٖ: هذا من البراهين القرآنية العقلية، فالطير تطير في الهواء ولا تسقط؛ لأنه سبحانه أمدها بصلاحية الطيران في أجسامها وريشها وأجنحتها.

﴿وَيَقۡبِضۡنَۚ، أجنحتهن في الجو، ولا يسقطن.

﴿مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ سبحانه وتعـالى بقدرته وتدبيره، ليست هي التي تمسك نفسها، ولكن الله عز وجل هو الذي يمسكها بقدرته.

فهذا الطائر الصغير فيه من بديع الصنعة والإحكام ما مكنه من الطيران. والطيور منها الكبير، ومنها الصغير كالذباب والبعوض!!


الشرح