والناس يصنعون هذه
الطائرات بمحركات هائلة، وفيها الأصوات المزعجة، وقد تسقط، ويهلك فيها مَن يهلك!
وهذه الطيور خلقتها دقيقة ومنتظمة ومنظمة، هذا من العجائب على قدرة الله سبحانه
وتعالى !
قال
سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمۡ
يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ مُسَخَّرَٰتٖ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱللَّهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ
لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [النحل: 79].
والإنسان
مع حذقه ومع فكره لا يستطيع أن يطير. أما الذبابة أو البعوضة، فإنها تستطيع أن
تطير بكل سهولة، هذا من عجائب خلق الله سبحانه وتعالى.
﴿إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءِۢ بَصِيرٌ﴾
﴿إِنَّهُۥ﴾ أي: الله سبحانه وتعالى، يبصر هذه الطيور وحركاتها
وسكناتها في الجو، لا تخفى عليه سبحانه وتعالى، ولا تغيب عن بصره سبحانه وتعالى.
فلا
تظن أنها مجرد مخلوقات خُلقت عبثًا، ولا تعتبر بها ولا تستدل بها على قدرة الله
سبحانه وتعالى، وعلى أنه الإله المستحق للعبادة، وأما هذه المعبودات من دونه فهي
مخلوقة، لا تَخلق ولا تَرزق ولا تُدبر شيئًا!
فهذا
برهان عقلي على وجوب عبادة الله وحده لا شريك له.
ثم
قال الله سبحانه وتعالى مخاطبًا المشركين:﴿أَمَّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٞ لَّكُمۡ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ
ٱلرَّحۡمَٰنِۚ﴾ أي: مَن هو الذي يدافع عنكم لو أرادكم الله عز وجل
بعذاب أو عقوبة؟! لا يدافع عنكم أحد.
قواتكم
وجنودكم وإمكانياتكم؟! من الممكن أن هذه القوات وهذه الجنود أن تدافعوا بها
المخلوقين مثلكم، لكن الله عز وجل لا يُدافَع، ولا يُرَد أمره إذا أراد شيئًا.
فإذا أراد الله سبحانه وتعالى بكم أمرًا فلا أحد يرده، أو إذا أراد الله عز وجل أن يسلط عليكم جندًا من جنوده، أو خلقًا من خلقه، فلا تستطيعون صده ولا رده.