فدل
هذا على ضعفكم وحاجتكم إلى الله سبحانه وتعالى، فالإنسان لا يغتر بقوته ولا بجنوده
ولا بماله، مهما أوتي من القوة والجنود والمال، فإنه ضعيف، لا تدفع عنه قوته ولا
جنوده من الله شيئًا.
﴿إِنِ ٱلۡكَٰفِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ﴾ ﴿إِنِ﴾:
نافية بمعنى «ما»، أي: ما الكافرون إلاَّ في غرور. غرهم الشيطان، وغرتهم قوتهم،
وغرتهم الحياة الدنيا، فهم في غرور.
ثم
قال سبحانه: ﴿أَمَّنۡ
هَٰذَا ٱلَّذِي يَرۡزُقُكُمۡ﴾: مَن الذي يرزقكم؟ مَن الذي
الرزق بيده؟
الذي
بيده الرزق هو الله سبحانه وتعالى، وإذا جاءك شيء من المخلوق، فإنه من الله عز وجل،
ولكن بواسطة هذا المخلوق، فالله سبحانه وتعالى هو الذي سخره لك وأرسله لك، فالرزق
ليس من المخلوق، وإنما من الله سبحانه وتعالى.
﴿ۡ إِنۡ أَمۡسَكَ رِزۡقَهُۥۚ﴾،
أي: إن أمسك الله رزقه عنكم، فمَن الذي يرزقكم غيره؟
فالمخلوقات
مهما ساعدوا، ومهما بذلوا من المساعدات، فإنهم لا يغنون شيئًا، فالرزق من الله عز
وجل وحده، والمساعدات الدولية لا تكفيكم ولا تدوم.
﴿بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوّٖ﴾ أي:
تمادَوْا في كفرهم وطغيانهم، ولم يعتبروا بهذا الدليل وهذا البرهان القاطع المقنع.
﴿وَنُفُورٍ﴾ عن الحق،
فلا يقبلونه، وإنما يقبلون الباطل.
ثم
قال عز وجل: ﴿أَفَمَن
يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا﴾،
هذا مَثَل ضربه الله سبحانه وتعالى للمؤمن والكافر:
المؤمن الذي انتفع بهذه الآيات، واستدل بها على عظمة الخالق واستحقاقه للعبادة، وعَبَده حق العبادة.