الملائكة، تَكتب بها أعمال
بني آدم. ومنها الأقلام التي في أيدي الناس، التي يَكتبون بها علومهم.
فهو
عام لكل قلم، أقسم الله سبحانه وتعالى به لما فيه من العِبر؛ كما قال سبحانه
وتعالى: ﴿ٱقۡرَأۡ
وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٣ ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ﴾
[العلق: 3- 5].
﴿وَمَا يَسۡطُرُونَ﴾ أي: وما يكتبونه في الصحائف
والألواح والوثائق والكتب، ثم تبقى هذه الكتابة وتحتوي على العلوم والأخبار، فهذا
من عجائب خلق الله سبحانه وتعالى !
فأقسم
الله عز وجل بالقلم الذي هو الأداة، وبالأثر الذي هو سائر المسطورات بهذا القلم؛
لأن هذا من آياته سبحانه وتعالى.
والمُقْسَم
عليه: ﴿مَآ أَنتَ
بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ﴾، وهو نَفْي لقول الكفار مِن
وصفهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءهم بالرسالة، والنهي عما هم عليه من
الشرك والأديان الباطلة - بالجنون، وهو المس من الجن والشياطين، الذي يخالط
الإنسان، فيغير عقله ويَهذي بما لا يعقل! فهم وصفوا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي
هو أكمل الخلق، وصفوه بالجنون؛ لأنه صلى الله عليه وسلم جاءهم بما يخالف ما هم
عليه من الدين الباطل، يدعوهم صلى الله عليه وسلم إلى الله سبحانه وتعالى ليردهم
إلى الرشد وإلى الصواب وإلى الحق، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالُواْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ
لَمَجۡنُونٞ﴾ [الحجر: 6].
هكذا
وصفوه صلى الله عليه وسلم، فالله سبحانه وتعالى نَفَى عنه ذلك، قال سبحانه وتعالى:
﴿مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ
رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ﴾، أي: ما أنت بمجنون بسبب نعمة ربك
عليك وفضله عليك.
بل إنه صلى الله عليه وسلم أعقل الناس، وأحسنهم خُلُقًا، وأن ما جاء به صلى الله عليه وسلم وَحْي من الله سبحانه وتعالى، نَزَل به عليه جبريل الأمين عليه السلام، لا كما يقولون.