×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

قال سبحانه وتعالى: ﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159].

وهذا من أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فهو يلين صلى الله عليه وسلم لأصحابه، ويرفق بهم، ويحلم عليهم، ويعاملهم بالإحسان، ولا يَشْكُون منه صلى الله عليه وسلم تصرفًا سيئًا أبدًا.

ثم قال سبحانه وتعالى متوعدًا المشركين الذين وصفوا الرسول صلى الله عليه وسلم بأوصاف الذم والتكذيب والإساءة - بقوله: ﴿فَسَتُبۡصِرُ وَيُبۡصِرُونَ ٥ بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ أي: فستَعلم ويعلم هؤلاء مَن المجنون منكم: أنت أم هم؟ سيتبين هذا عما قريب في الدنيا، وفي الآخرة: في الدنيا بما حصل للمشركين من النكبات والهزيمة والقتل، وحصل للرسول صلى الله عليه وسلم من الانتصار والرفعة والتأييد. وبما سيحصل للكفار والمشركين في الآخرة من العذاب والنار والخزي والعار.

وقيل: ﴿فَسَتُبۡصِرُ وَيُبۡصِرُونَ ٥ بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ: الذي أصيب بالفتنة والانصراف عن الحق، وسوء الخُلُق والكذب. سيتبين هذا، فلا تعجل عليهم.

كما قال سبحانه وتعالى عن قوم ثمود، لما وصفوا نبيهم صالحًا عليه السلام بأنه كذاب أشر، قال سبحانه وتعالى: ﴿سَيَعۡلَمُونَ غَدٗا مَّنِ ٱلۡكَذَّابُ ٱلۡأَشِرُ [القمر: 26].

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ فالله سبحانه وتعالى أعلم بك وبهم، حتى وإن قالوا وإن كَذَّبوا، فالله عز وجل يعلم، لا يخفى عليه شيء، فلا يُغيِّرون من علم الله شيئًا.

وإذا كان الأمر كذلك، وأن الله أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو سبحانه وتعالى أعلم بالمهتدين، فإنك ستبصر ويبصرون ما سيحصل لك ولهم.


الشرح