×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا تُطِعِ ٱلۡمُكَذِّبِينَ: فالمكذبون يحاولون مع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتنازل عما يدعو إليه، وأن يصالحهم وأن يترك سب آلهتهم؛ حتى يَرْضَوْا عنه ويتعايشوا معه.

وهذا شيء مستمر من الكفار، من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهذا هو الذي يحاول الكفار فعله الآن مع المسلمين، أن يتنازل المسلمون عن دينهم، ويتركوا معارضة الكفار، وأن كلًّا حُر في دينه.

ولهذا قال سبحانه وتعالى: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ: «المداهنة» هي: التنازل عن شيء من الدين؛ إرضاء لهم.

وفي الآية الأخرى قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن كَادُواْ لَيَفۡتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ لِتَفۡتَرِيَ عَلَيۡنَا غَيۡرَهُۥۖ وَإِذٗا لَّٱتَّخَذُوكَ خَلِيلٗا ٧٣ وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡ‍ٔٗا قَلِيلًا ٧٤ إِذٗا لَّأَذَقۡنَٰكَ ضِعۡفَ ٱلۡحَيَوٰةِ وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيۡنَا نَصِيرٗا [الإسراء: 73- 75].

وفي هذه الآية قال: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ.

وفي الآية الثالثة قال تعالى: ﴿وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [هود: 113].

فالمسلم يجب ألاَّ يُساوِم على دينه أبدًا!!

نعم، يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ويقوم بما يستطيع من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، لكنه لا يتنازل عن شيء من دينه لأجل إرضاء الكفار، أو لأجل جلب مودتهم - كما يقولون.

والآن يقولون: يجب إصلاح الخطاب الديني، غَيِّروه، لا تقولوا: الكفار، لا تقولوا: المشركون، بل قولوا عنهم: الآخَر، قولوا: غير المسلم، لا تقولوا هذه الألفاظ التي جاء بها القرآن الكريم.


الشرح