والخطاب
الديني خطاب من؟ أليس هو خطاب الله سبحانه وتعالى ؟ وهل نحن نُغيِّره؟!
أما
«المدارة» - وهي دفع الشر لشيء من الدنيا من غير تنازل عن شيء من الدين فلا بأس
بها.
وهذا
هو الفرق بين المداهنة والمداراة، المداراة تجوز عند الحاجة، بأن تبذل لهم شيئًا
من المال.
يقولون:
غَيِّروا مناهجكم الدراسية الآن، لا تضعوا فيها ألفاظًا مثل الكفر والشرك، هذه
الألفاظ تُنفر الناس، اتركوها، قولوا: مسلم وغير مسلم، قولوا: المسلم والآخَر، لا
تأتوا بلفظة كفر، ولا بلفظة شرك، ولا بلفظة نفاق، ولا يُذْكَر اسم الجهاد في سبيل
الله!!
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا
تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ ١١ مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ ١٢ عُتُلِّۢ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ﴾.
قيل:
إن هذه الآيات نزلت في الوليد بن المغيرة، من بني مخزوم، وكان هو وأبو جهل عدوين
لدودين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهما رئيسان في قومهما.
فقوله
عز وجل: ﴿وَلَا
تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ﴾ أي: كثير الحلف؛ لأن كثرة الحلف
تدل على الكذب، فيستره بكثرة الحلف. ثم أيضًا: إن كثرة الحلف تدل على الاستهانة
بالله سبحانه وتعالى؛ لأنه لو كان يُعظِّم الله عز وجل، لَمَا أكثر من الحلف به.
فلا يجوز الحلف إلاَّ عند الحاجة، ويكون صادقًا.
﴿هَمَّازٖ﴾ «الهمز» هو: الغِيبة. و«الهماز»: هو الذي يحتقر الناس ويتنقصهم في مغيبهم ويهمزهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ﴾ [الهمزة: 1].