و
«الهَمْز» قد يكون بالقول، وقد يكون بالفعل؛ مثل: تحريك الشفاه، وتحريك اليد،
عندما يرى بعض المسلمين فإنه يهمزه من خلفه بالتنقص.
﴿مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ﴾، «النميمة»: هي نَقْل
الحديث بين الناس على وجه الإفساد والوشاية بين الناس، ولا سيما الذين يمشون بين
طلبة العلم ويحرضون بعضهم على بعض، وهذا أشد أنواع النميمة.
فالنميمة
لا تجوز، لا بين العوام ولا بين طلبة العلم والعلماء، بل هي أشد في حق طلبة العلم
والعلماء.
﴿مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ﴾، فلا ينفق في سبيل الخير
شيئًا.
﴿مُعۡتَدٍ﴾: يعتدي على الناس في دمائهم
وأموالهم وأعراضهم. فبدلاً من أن يُحْسِن، يعتدي على الناس.
﴿أَثِيمٍ﴾ أي: كثير
الإثم. هذه هي صفاته، نسأل الله العافية.
﴿عُتُلِّۢ﴾: «العُتُل»: هو الغليظ الجافي.
﴿بَعۡدَ ذَٰلِكَ﴾ أي: مع تلك الأوصاف هو﴿زَنِيمٍ﴾
و«الزنيم» في الأصل: هو الذي لا يُعْرَف له نسب، وهو ولد الزنا.
قيل:
إن الوليد بن المغيرة بهذا الوصف لا يُعْرَف له أب.
وقيل:
إنه معروف النسب، لكن هو ﴿زَنِيمٍ﴾ منقطع من الخير.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿أَن
كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ﴾، أي: لَمَّا أعطاه الله
سبحانه وتعالى المال والبنين، تَكَبَّر على طاعة الله وتكبر على آيات الله عز وجل
مقابل الشكر.
وهذا وَصْف لكل طاغية وكل جبار يعارض الإسلام والمسلمين إلى أن تقوم الساعة.