×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ أي: على عزم وقصد.

وقيل: ﴿وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ أي: على حقد وغضب على الفقراء.

﴿قَٰدِرِينَ أي: مُقدِّرين مخططين لفعلهم. أو: يزعمون أنهم قادرون على ما هَمُّوا به!!

﴿فَلَمَّا رَأَوۡهَا فلما وصلوا إليها، ونظروا إلى منظرها الشنيع وأنها محترقة.

﴿قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ أي: تائهون، ما هذه بحديقتنا!!

ثم تأكدوا أنها هي، فقالوا: ﴿بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ أي: هذه حديقتنا، ولكننا حُرِمنا منها! عَرَفوا أنهم غير تائهين، وأنهم مصابون بالجائحة في هذه الحديقة.

عند ذلك أقبل بعضهم على بعض يتلاومون، يلوم بعضهم بعضًا على ما هَمُّوا به وما خططوا له، وأدركوا خطأهم، وأدركوا أن الله سبحانه وتعالى قد أحاط بهم، فنزعها من بين أيديهم أوفر ما كانت ثمرًا وأطيب ما كانت تمرًا.

﴿قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ: ألم أقل لكم: لماذا لا تقولون: «إن شاء الله»؛ لئلا تَحْنَثوا في يمينكم؟

لأن مَن حَلَف، فقال في يمينه: «إن شاء الله» لم يحنث؛ لِما جاء في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ، وَكَانَ دَرَكًا لَهُ فِي حَاجَتِهِ» ([1]).

فهو قد لامهم على ذلك، وذَكَّرهم أنه قد قال لهم: قولوا: إن شاء الله.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5242)، ومسلم رقم (1654) واللفظ له.