وأيضًا:
هي جنات مستمرة ومستديمة، لا تنقطع ولا يصيبها ما يصيب جنات الدنيا من الكوارث
والإصابات التي تُذهب شجرها وثمرها. لكن هذا يحتاج إلى إيمان، ويحتاج إلى صبر،
ويحتاج إلى جهاد.
ولما
قال المشركون: إنه إذا كان هناك بَعْث، فإننا سنجد خيرًا من
هذه الدنيا؛ فإن لنا عند الله سبحانه وتعالى مكانة، والذي أعطانا هذا في الدنيا لا
شك أنه سيعطينا في الآخرة خيرًا منه!! قال سبحانه وتعالى: ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ﴾:
أفنجعل المسلمين في الآخرة كالمجرمين؟
أبدًا،
لا يليق هذا بحكمة الله سبحانه وتعالى، وليس للمجرمين إلاَّ الخَيبة والخَسارة في
الدار الآخرة، وإن أُعطوا في الدنيا ما يُستدرجون به، فإنهم ليس لهم في الآخرة
إلاَّ النار.
﴿مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ﴾:
لأنفسكم بأنكم ستجدون في الآخرة - إن كان هناك بَعْث كما تقولون - ستجدون خيرًا
مما في الدنيا.
ما
الدليل الذي تعتمدون عليه في قولكم هذا، وفي حكمكم هذا؟! فالحكم لا بد أن يُبنى
على برهان، ولا بد أن يُبنى على حُجة.
﴿أَمۡ لَكُمۡ كِتَٰبٞ فِيهِ تَدۡرُسُونَ﴾:
هل أنزلنا عليكم كتابًا نضمن لكم فيه أنكم ستجدون في الآخرة ما تقولون؟!
﴿أَمۡ لَكُمۡ كِتَٰبٞ فِيهِ تَدۡرُسُونَ﴾،
هل بين أيديكم كتاب يضمن لكم ما في الآخرة، على حَسَب ما زعمتم؟!
وهل
لكم عندنا عهد بأننا نعطيكم ما ذكرتم؟!
كما قال تعالى: ﴿أَمۡ لَكُمۡ أَيۡمَٰنٌ عَلَيۡنَا بَٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّ لَكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُونَ﴾: ليس لهم عند الله سبحانه وتعالى عهد بأن الله تعهد لهم بذلك، وليس لهم كتاب.