×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم قال تعالى: ﴿سَلۡهُمۡ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ اسأل هؤلاء الكفار، أيهم بذلك زعيم، مَن الذي تَكَفَّل لكم بهذا الشيء؟! ما تَكَفَّل لهم أحد.

﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَآءُ: هل لهم أعوان يُعِينونهم على تحصيل ما قالوا في الآخرة؟!

إذًا انقطعت حجتهم من جميع الجهات:

ليس لهم كتاب من الله يعتمدون عليه.

وليس لهم عهد عند الله يعتمدون عليه.

ولم يتكفل أحد بما قالوا.

وليس لهم أعوان وأنصار يُعِينونهم على أخذ ما يريدون كما يكون في الدنيا.

وقيل: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَآءُ أي: أصنام. هل تعطيهم شيئًا؟!

الأصنام حجارة، جماد، عاجزة، لا تعطيهم شيئًا، لا في الدنيا ولا في الآخرة.

﴿فَلۡيَأۡتُواْ بِشُرَكَآئِهِمۡ إِن كَانُواْ صَٰدِقِينَ: فليأتوا بشركائهم الذين سيُعِينونهم ويضمنون لهم ما يقولون في الدار الآخرة.

فهذه الآيات الكريمات فيها عبر وفيها عظات، وفيها تطميع للمؤمنين وطمأنة لهم، وفيها تأييس للكافرين وقطع لشبهاتهم وحُججهم، وأنه لا يَنفع عند الله سبحانه وتعالى إلاَّ الصدق والحق والعمل الصالح. أما الادعاء فإنه يذهب سُدًى ولا ينفع عند الله.

وفي هذه الآيات التأكيد على حق المساكين في الزكاة والصدقات، وأن صاحب البستان لا يغلقه عن المساكين عند الصِّرام.


الشرح