أما
المؤمن، فإنه إذا عصى الله سبحانه وتعالى، عَجَّل الله له العقوبة؛ من أجل أن
يمحصه ومن أجل أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى.
وأما
الكافر، فإن الله يملي له ويستدرجه؛ حتى يَزيد في الكفر والطغيان، فإذا أَمِن وفَرِح
بما أُعْطِي، أَخَذه الله سبحانه وتعالى بغتة.
﴿وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ﴾: «أُمْلِي لهم»: أي:
أُؤخرهم ولا أعاجلهم بالعقوبة؛ ليزدادوا من الكفر والطغيان حتى يشتد عذابهم
وعقوبتهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ
لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ﴾
[آل عمران: 178].
فـ
«الإملاء»: هو التأخير وعدم المعاجلة بالعقوبة؛ ليشتد كفر الكافر بتأخيره ويَكثر
كفره بطول عمره وإمهاله.
﴿إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ﴾، فالله سبحانه وتعالى يكيد،
بمعنى: أنه يوصل العقوبة إلى مَن يستحقها على وجه لا يَشعر به.
هذا
هو الكيد من الله سبحانه وتعالى، وهو كيد محمود لأنه بحق.
وأما
الكيد من المخلوق، فإنه جَوْر، وهو إيصال الأذى لمن لا يستحقه، فهو ظلم. وأما
الكيد من الله فهو عَدْل منه سبحانه وتعالى.
فهذا
فَرْق ما بين الكيد من الله عز وجل، والكيد من المخلوق.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿أَمۡ
تَسَۡٔلُهُمۡ أَجۡرٗا﴾ أي: طمعًا دنيويًّا على
تعليمك إياهم وتبليغك إياهم؛ حتى يقولوا: «إنه يريد أخذ أموالنا، ويريد الطمع
لنفسه».
هل تسألهم أجرًا على تبليغ الرسالة والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والإنذار وتعليم الناس الخير؟ هل الذي صدهم عنك أنك تطلب منهم أموالهم؟