×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ: ﴿مِّن مَّغۡرَمٖ أي: من الغرامات المالية التي تُحمِّلهم إياها في مقابل أنك تعلمهم.

كلا، فالنبي صلى الله عليه وسلم وكل الرسل لا يَسألون أجرًا على تبليغهم رسالة ربهم، وإنما يريدون الخير للبشرية، ولا يريدون من ذلك نفعًا عاجلاً حتى يُتهَموا، لا يريدون إلاَّ نفع البشرية وإخراجها من الظلمات إلى النور.

ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لما فُتِحت عليه الفتوحات، وصارت تأتيه الغنائم والفيء، كان صلى الله عليه وسلم يصرفها في الجهاد، وفي سبيل الله سبحانه وتعالى، وعلى الفقراء والمساكين، ولا يختص منها بشيء لنفسه.

بل كان صلى الله عليه وسلم يعيش عيشة الفقراء، وربما يصيبه الجوع، صلى الله عليه وسلم، وربما يربط على بطنه حجرًا من الجوع، صلى الله عليه وسلم !! مع أنه لو أراد لَمَلَكَ الدنيا كلها!

فالرسل ما جاءوا لأجل الدنيا، وليست هذه مهمتهم، والدنيا ما تساوي عندهم شيئًا أبدًا، وإذا جاءهم شيء منها أنفقوه في سبيل الله عز وجل. هذا هو سبيل الرسل، وسبيل خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، فليسوا متهمين بأنهم يريدون الطمع أو يريدون الرئاسة في الأرض، إنما يريدون هداية البشر إلى الخير.

قال سبحانه وتعالى: ﴿أَمۡ عِندَهُمُ ٱلۡغَيۡبُ فَهُمۡ يَكۡتُبُونَ: فهم يَعرفون أن لهم العاقبة الحسنة، وأنهم على الحق، وأنت على الباطل؟!

ليس عندهم، فالعلم عند الله سبحانه وتعالى، كيف يَحكمون لأنفسهم بالرفعة والمكانة والصواب، ويَحكمون على الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كذاب، وأنه ساحر، وأنه شاعر، وأنه... وأنه...؟!


الشرح