فتَوَسَّل إلى الله سبحانه
وتعالى بالتوحيد واعترف بذنبه، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبٗا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَيۡهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ أَن
لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾
[الأنبياء: 87].
قال
الله: ﴿فَٱسۡتَجَبۡنَا
لَهُۥ وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَٰلِكَ نُۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾
[الأنبياء: 88].
وفي
الآية الأخرى: ﴿فَلَوۡلَآ
أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ﴾ [الصافات:
143] أي: من المصلين في وقت الرخاء، ﴿لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ﴾
[الصافات: 144]، فالله سبحانه وتعالى أنجاه بسبب أنه سبقت له الطاعة لله عز وجل،
فكان من المصلين، فأنجاه الله سبحانه وتعالى.
كما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ
فِي الشِّدَّةِ» ([1]).
و﴿ٱلظُّلُمَٰتِ﴾
هي: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، والأمواج من فوقه.
والله
سبحانه وتعالى سَمِع صوته من فوق سبع سموات، فاستجاب له فقذفه الحوت في العَرَاء،
أي: في الأرض الواسعة، مهترئ الجِلْد، فيه آلام وجروح ومريض!! فأنبت الله سبحانه
وتعالى عليه شجرة من اليقطين؛ لتحميه من الذباب وتظله حتى يتكامل جِلده وتصفو
بَشَرته؛ رحمةً من الله سبحانه وتعالى.
فالله لَطَف به ورَحِمه حتى تعافى، ثم تاب الله عليه مما حصل منه، واجتباه واختاره نبيًّا، ورجع إلى قومه، ودعاهم إلى الله سبحانه وتعالى، فأسلموا،
([1])أخرجه: أحمد رقم (3803)، والحاكم رقم (6303)، والطبراني في «الكبير» رقم (11243)، والبيهقي في «الشعب» رقم (1043).