×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ مِاْئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ يَزِيدُونَ ١٤٧ فَ‍َٔامَنُواْ فَمَتَّعۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ حِينٖ [الصافات: 147- 148]، هذه قصة نبي الله يونس عليه السلام.

فالله سبحانه وتعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقطع الصبر، فتحصل له العقوبة كما حصلت لأخيه يونس عليه السلام.

﴿فَٱجۡتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَجَعَلَهُۥ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ أي: اختاره ربه سبحانه وتعالى، وأعاد له الكرامة والتوبة.

﴿فَجَعَلَهُۥ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ: وعادت له مكانته عند الله سبحانه وتعالى.

ثم ذكر سبحانه وتعالى حال المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين يسمعون القرآن، فيرمونه بأبصارهم نظرة الغضب والحقد، ويتكلمون بألسنتهم: إنه لمجنون.

فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَٰرِهِمۡ: لَيُسقطونك بأبصارهم؛ من شدة غضبهم عليك ويصيبونك بأعينهم.

ولا تظنوا أن هذا انتهى مع الكفار الأولين، بل هذا مستمر من الكفار إلى يوم القيامة، فإنهم ينظرون إلى القرآن هذه النظرة المخزية، ويحتقرون القرآن، ويحتقرون الرسول صلى الله عليه وسلم؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمُنكَرَۖ يَكَادُونَ يَسۡطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِنَاۗ قُلۡ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكُمُۚ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ [الحج: 72].

هذا هو موقفهم دائمًا وأبدًا مع القرآن، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وليس عنكم ببعيد ما حصل في الماضي من السخرية برسول الله صلى الله عليه وسلم ورَسْمه بصورة بشعة، أنه مُخرِّب، وأنه قاتل للناس... إلخ!

هذا هو موقفهم من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن القرآن دائمًا وأبدًا.


الشرح